إذا أردنا أن نتحدث عن تأصيل الفكر التنويري لدى الشباب ودور العلماء لمواجهة التحديات، لا بد من الاستيعاب العام للمفاهيم والقيم والإدراك الفكري من خلال دراسة القضايا المستجدة والمسائل المطروحة وفق الشريعة الإسلامية الغراء التي نظمت الحياة ووضعت لها أسسها السليمة؛ لأن الشباب بأمسّ الحاجة إلى إيجاد منهج عملي في السلوك الفاضل والفكر المنير بعيدا عن كل الملوثات الفكرية الداخلية والخارجية، مع التأكيد على دورهم في بناء وطنهم من خلال تجارب الماضي التي كانت منارات في مشارق الأرض ومغاربها، مع التركيز على ضرورات الحاضر وتطلعات المستقبل. وعندما تحدّث علماء الغرب عن ضوابط الفكر التنويري لم يراعوا فطرة الإنسان؛ ولذلك فإن على علماء الأمة الإسلامية أن يقوموا بوضع النموذج الأمثل لضوابط الفكر التنويري الإسلامي الذي يحفظ هوية الأمة وحضارتها ويكون أنموذجا لمجتمع إنساني كبير، وأن يقدموا هذا الأنموذج ليكون سدا منيعا أمام الغزو الثقافي، وقادرا على التفاعل الثقافي الذي ينطلق من قاعدة التكافؤ في التأثير والتأثر لعلم أعظم.