يؤكد الواقع أن معدلات البطالة في تزايد مستمر، ويحاول الجميع البحث عن طريق للخروج من الأزمة.. والبطالة بوجه عام، هي تعبير عن قصور في تحقيق الغايات من العمل في المجتمعات البشرية، وحيث الغايات من العمل متعددة، وتتعدد مفاهيم البطالة، لكن مفهومها يمتد إلى الحالات التي يمارس فيها فرد عملا ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد أو المرغوب. وتسمى هذه الظاهرة البطالة الجزئية الظاهرة أو نقص التشغيل الظاهر. ويحدث في بعض المجتمعات أن يعاني بعض أفرادها في الوقت نفسه زيادة في التشغيل؛ بمعنى عملهم وقتا أطول من معيار معتاد لكي يتمكنوا من الوفاء باحتياجاتهم، وهو وجه آخر من أوجه اختلال التشغيل في المجتمع. كذلك يمكن أن يعاني الأشخاص المشتغلون، ولو كل الوقت المعتاد، من نقص التشغيل المستتر أو البطالة المقنعة، عندما تكون إنتاجيتهم، أو كسبهم، أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم، متدنية حسب معيار ما. وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها مكتب العمل لاحتواء هذه المشكلة التي تواجه الشباب من الجنسين، إلا أن السؤال الذي يبرز هنا، عن الاستراتيجية التي وضعتها لفك طلاسم هذه المشكلة التي تؤرق وتقلق مضاجع الشباب، وتجعل الكثيرين يتخوفون على مستقبلهم. وفي الماضي كان معظم الشباب يحلمون بالوظيفة الحكومية لتوافر كل الامتيازات بها، وأهمها الأمان الوظيفي، لكن في الوقت الحاضر أصبحت الأماني مقتصرة على وظيفة تلبي ولو قليلا من متطلبات الشاب. لذلك، أتمنى أن تضع وزارة العمل خطة طموحة لإزاحة هذا الهم عن كاهل الشباب وتوفير فرص عمل مع إلزام القطاع الخاص بإنصاف الشباب السعودي، ووضع حد أدنى للرواتب يفي بالمتطلبات.