يخطئ من كان يعتقد أن فريق النصر بعناصره الحالية، كان قادرا على إحراز إحدى بطولات الموسم، فالفريق يعاني من ثغرات فنية متعددة، نتيجة الإبقاء على أسماء لم يعد لديها ما تقدمه، والمؤسف أن هذه الأسماء هي من يقتل التفاؤل، الذي يولد مع مجيء كل مدرب جديد، وهذا القتل حدث مع جميع المدربين، الذين تولوا مهام قيادة فريق النصر، لذا لا بد لإدارة النصر أن تجد حلا لهذه المعضلة المستعصية، التي قضت مساء السبت الماضي، على آخر أمل للنصر بإحراز أحد المراكز الأربعة الأول في الدروي السعودي والتي تتيح لأصحابها المشاركة ببطولة دوري أبطال آسيا للعام المقبل.. على الرغم من حالة الترهل الفني، التي يعانيها النصر، إلا أن باوزا ارتكب خطأ منهجيا، وهو يتعامل مع فترة نهاية الموسم، على طريقة فترة الإعداد، التي تسبق بداية الموسم الكروي، ولعب المباريات المتبقية وكأنها مباريات بطولة ودية، فقد غير في الرسم التكتيكي أكثر من مرة، وجرب عناصر كانت مبتعدة عن المباريات، واستبعد أسماء من القائمة الرئيسة وأعادها أكثر من مرة، وهذه الأخطاء القاتلة التي جاءت على سبيل التجريب يمكن أن تقبل في فترة الإعداد لمنافسات الموسم، ولكن باوزا فعلها في التوقيت الخاطئ.. لا أحد يختلف على قيمة باوزا كمدرب كبير، ولكنه كبقية المدربين، لا يريد أن يبني على مكتسبات مدرب سابق، إلا إن كان هذا الأمر قد أدرج كشرط ٍ ملزم أثناء المفاوضات معه، ويبدو أن هذا الأمر لم يحدث من إدارة النصر، لذا لا يمكن تبرئةالإدارة النصراوية بأن لها نصيبا كبيرا في الكثير من تفاصيل (نكبة باوزا) التي هزت أركان نادي النصر مساء السبت الماضي.. في السياق نفسه، كانت إدارة الهلال حكيمة، وهي تتنبه لهذه النقطة المفصلية في مسيرة الفريق أثناء مفاوضاتها مع المدرب الفرنسي جان تيجانا، فقد رغب تيجانا في إكمال بقية مباريات الموسم على أنها مرحلة إعداد، ولكن إدارة الهلال رفضت ذلك لمعرفتها بالنتائج المتوقعة لهذا التوجه، في حين غفلت إدارة النصر عن ذلك، فوقعت هي وباوزا في المحظور، الذي كان من الممكن تفاديه، لو أن باوزا أخذ عصا سباق التتابع من مدرب شباب النصر إدجار بريرا، وأكمل سباق النقاط بالمنهجية نفسها، مع حصر التغيير في أسماء اللاعبين على أضيق نطاق تفرضه الظروف، ولعل شكل الفريق في مباراة الشباب بعد أن عاد لما كان عليه قبل مجيء باوزا، يؤكد أن هذا المدرب المحترم قد أخطأ في الحسابات وتراجع في الوقت الضائع، بعد أن أضاع على النصر فرصة الظهور الآسيوي بعد سنوات من الغياب.