“ممرضة تعمل منذ 12 عاما بشهادة مزورة في مستشفى حكومي كبير بمدينة الرياض”، خبر ذكرته عدة صحف محلية يوم الخميس الماضي، وعلى الرغم من أن (التخصصات الصحية) اكتشفت أمر تزويرها قبل عامين، إلا أنه الجهة المعنية التي رفع لها التقرير لم تتخذ إجراء ضدها؛ ليستمر المواطن في معايشة هذا المسلسل المرعب لوزارة الصحة، والذي يبدو – والله أعلم – أنه بلا حلقة أخيرة! وقضية الممرضة ما هي إلا صورة صادقة لما يتم في بعض الدوائر الحكومية عند محاسبة المقصرين، والمذنبين من الموظفين/الموظفات فتجد المسؤول لا يملك إزاء المخطئين سوى هز الأصبع السبابة، والقول بنبرة حادة (آخر مرة!)، وبطبيعة الحال فكما أن هذه الممرضة تمادت في التزوير – حسبما ذكر في الخبر - حيث تقدمت بشهادات مزورة أخرى بعد عامين من اكتشاف التزوير الأول، فكذلك هؤلاء المذنبون – الذين لا يجدون عقوبة صارمة تردعهم - لن يكون منهم إلا التمادي في الخطأ في قابل أيامهم (فمن آمن العقوبة أساء الأدب)! وقبل أن أختم لدي سؤال يلح علي أود معرفة إجابته بعد أن هربت الممرضة /المزورة: ترى هل سيتم محاسبة من تركوها تعبث بأرواح المرضى عامين كاملين بعد اكتشاف أمرها، أم سيُكتفى بهز السبابة وعبارة “آخر مرة !”؟