نجاح متوالٍ وغير مسبوق يحققه البرنامج الرياضي الأسبوعي (مساء الرياضية)، الذي يقدم كل جمعة على القناة الرياضية السعودية، أحد أوجه هذا النجاح يظهره الاهتمام الكبير من قبل المشاهدين والمتابعين للبرنامج عند عرضه، أو عند إعادته في الأوقات المقررة (المعتادة) من كل أسبوع، حيث يحرص من يفوته إحدى حلقاته على مشاهدته معادا، وقد عرفت مدى الاهتمام بالبرنامج عند إعادته لمن فاته عندما ازداد عدد من يسألون عن موعد إعادة حلقة الجمعه قبل الماضية، ولماذا تغير ولم تتم الإعادة في موعدها الأول المحدد ظهر السبت، ولا في الموعد الثاني عصر يوم الاثنين؟.. وبالتالي تداولت الأسئلة ورسائل ال(sms)، خاصة أن الحلقة كانت مثيرة للغاية؛ حتى قامت القناة بإعادتها ظهر الأربعاء؛ فأشبعت الفضول؛ فضول المتابعين وفضول هواة الحوارات والخفايا والكواليس.. أيضا من أهم الأوجه التي تكشف (شعبية) البرنامج الواسعة وأهميته الكبيرة المداخلات (القوية)، التي تتم في حلقاته من مختلف أطياف الرياضة، خاصة مسؤولي الأندية وكبار شرفييها ورجالاتها، وأيضا بعض المسؤولين الرسميين، غير أن الملاحظ في هذا الصدد ضعف التفاعل الرسمي وقلة عدد المتجاوبين في الاتحاد واللجان الرسمية، ولا أعرف إن كان ذلك ضعفا في التواصل من البرنامج وفريق عمله (وأشك في ذلك)، أم هو الجفاء (المعتاد) مع الحراك الإعلامي من قبل الرسميين (وهو الأرجح)؟.. والمداخلات تثري البرنامج وتزيد من رصيد المعلومات التي يقدمها وتثري المشاهد. ومن أهم ما يميز البرنامج من وجهة نظري تناوله الموضوعات والقضايا (الهامة) المحلية وطرحها بطريقة لبقة ومهذبة ومفيدة وشفافة، تنعكس إيجابيا عليها، وتلمس الحلول والمقترحات لها، من غير فتن أو إثارة ماسخة، أو تصعيد مفتعل أو تحقير مقزز، أو مقارنة جوفاء، أو تعريض مكشوف، وإنما (تناول حصيف) يحسب للبرنامج، الذي لا يخلو حتما من بعض المآخذ في بعض التناولات ومن (شطحات) بعض الضيوف وطرحهم، وهو على أي حال يحسب عليهم وليس عليه، تماما كما يحسب لمقدمه حرصه على قيادة محايدة ومنصفة ومحاولة مسك العصا من النُّص، حتى وإن فلت الزمام منه أحيانا، ليس لضعف وإنما لفوضوية بعض الضيوف، وحبهم للمقاطعة، ولرغبة البعض الآخر في الاستعراض والحديث أكثر من الآخرين.. يستحق البرنامج أن تهتم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكافة أجهزتها ولجانها، وأن تستفيد مما يطرحه، وهو يقدم أسبوعيا للرياضة السعودية ما يمكن اعتباره (ورقة عمل) جديرة بالاهتمام ويستحق البرنامج؛ حتى يقوى ويستمر في تصاعد وقدرة وتفوق، بعد أن أصبح أكثر وأوسع برامج القنوات الفضائية الرياضية انتشارا ومشاهدة؛ أن يجد الدعم والتأييد من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وأن يكون في أولويات (أجندة) مسؤولية في العهد الجديد فهل نطمع في ذلك يا معالي الوزير؟! شفرة سر النجاح على الدوام هو أن تسير إلى الأمام