في جلسة عفوية وغير مسبوقة، وبحضور مدربين وطنيين سعوديين، وهنا أضع ألف خط تحت جملة مدربين وطنيين سعوديين، دار النقاش حول مأساتهم في الملاعب السعودية وما يعانون من ظلم ونسيان وعدم اكتراث لأوضاعهم العملية؛ كونهم مدربين سعوديين وطنيين محترفين يريدون أن يعملوا ليأكلوا هم وأبناؤهم؟ الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه دائما وأبدا تسمع بهما وهم يؤيدان ويرحبان ويتمنيان المدرب الوطني السعودي في جميع الأجهزة الفنية في الأندية والمنتخبات، ولكن أين هما الآن؟ هناك عشرات المدربين الوطنيين الذين كانوا لاعبين كبارا مثّلوا أنديتهم خير تمثيل، وكان لهم شرف تمثيل المنتخبات الوطنية، ويملكون من الخبرة الشيء الكثير، ثم لبوا نداء الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه وحضروا دورات كثيرة داخليا وخارجيا وحملوا الشهادات التي هي في اعتقادي أفضل مما لدى ثلاثة أرباع المدربين الأجانب الموجودين في السعودية في أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة، وعندما سمع أحدهم وقرأ بأن أعلى سلطة رياضية ترفع شعار المدرب الوطني وأهميته في الأندية السعودية والمنتخبات لبى النداء وحضر دورات وندوات ودراسات في أعلى المعاهد الرياضية الداخلية والخارجية وحملها ووضعها في بيته أو جعل لها بروازا وجعلها في مجلسه ينظر إليها كل يوم ويدعو ربه أن تنظر إليه أحد الأندية السعودية وتقوم بتوظيفه كمدرب أو مساعد مدرب وهو مؤهل لذلك 100%؛ لما يحمله من شهادات موثقة وخبرات رياضية مارسها ميدانيا بديلا من هؤلاء الأجانب الذين لا يحملون نصف ما يحمله المدربون السعوديون. نداء إلى رؤساء الأندية الرياضية الأولى والثانية والثالثة وبعض أندية الممتاز الذين لا يستطيعون تحمل نفقات إلا لهذه الفئة الكبيرة، أليس هؤلاء المدربون جديرين بأن يدربوا في أنديتكم؟.. أعطوهم الثقة لثلاث سنوات متتالية ليثبتوا ذلك. أو هل يعجبكم المدربون الموجودون عندنا وبالذات في الأندية الأولى والثانية، إذ يطرد أحدهم من فريق ويذهب إلى آخر خلال شهر أو شهرين؟ انظروا وتذكروا كم مدربا خرج وطرد ورجع بنفسه إلى فريق آخر، بل إن هناك مدربين دربوا في أكثر من 5 أندية خلال هذه السنوات، والمدربون الوطنيون يبحثون عن أندية لتدريبها! رجاء للأندية التي تغلق ملف مدرب أجنبي أو تتركه أن تتعاقد مكانه مع مدرب وطني سعودي ليحل محله، وشاهدوا بإذن الله أخلاق نمط التدريب والنتائج، ولن يغار على السعودي إلا السعودي فقط. وأخيرا سؤال وجه إلى أحد المحاضرين ومعه من له علاقة بهذا الموضوع في ندوة استراتيجية المدرب الوطني، والسؤال الموجه من مدرب وطني سعودي قال: “أنا مدرب وطني سعودي، خلال سنة كاملة لم أجد أي ناد لأدربه، وبحثت وهذه شهاداتي وخبراتي، ولكن حتى الآن أريد أن أعمل لأعيش ويعيش أهلي من قوتي. أنا لبيتُ نداء أعلى سلطة رياضية فما عساي أن أعمل الآن؟ أعطني حلا أيها المحاضر”. فكان الجواب أن رفع يديه وقال: “لا أعرف، وليس لدي جواب”.