أتساءل: ماذا يمكن لو واصلنا إطلاق العنان لأبنائنا في ظل هذا الكم الهائل من اللاأخلاقيات، التي نشاهدها كل يوم على شاشة التلفزة الفضائية؟ إنها والله الهزيمة نالت منا حتى العظم، وجرم كبير اقترفناه وما زلنا نقترفه بحق أبنائنا الذين تماهت من حياتهم قيم الحياة التي تركها لنا الكتاب والسنة. وبدلا من أن نربيهم على الشريعة الإسلامية الغراء، ربيناهم على الانحلال والرذيلة.. مسخناهم عند الصغر، وسلبنا منهم الآدمية عند الكبر، أي ظلم ذلك الذي ارتكبناه بحق أولادنا، وما زلنا نرتكبه. قرأت أخيرا في جريدتنا الغراء “شمس” التي عودتنا دائما على التفرد والتميز والسبق الصحافي، في عددها رقم (1152) الصادر الأحد 8 / 3 / 2009، أن بنتا في العقد الثاني من عمرها ماتت وهي تشاهد إحدى القنوات الاباحية وفي يدها الريموت.. أيّ ميتة تلك؟ وبدلا من أن تموت وفي يدها المصحف الكريم.. ماتت على تلك الحالة، لتحرق بذلك قلوبنا، وأثارت فينا الغيرة، والحزن على أبنائنا. أي أب ذلك الأب؟ وأي أم تلك الأم؟ وأي أسرة نشأت في ظلها تلك البنت المسكينة؟ كيف يمكن لذلك الأب وتلك الأم أن ينعما بالحياة بعد أن اقترفا ذلك الذنب والظلم بفلذة كبدهما؟.. لقد ماتت، وأي موتة؟! فيا أيها الأب الذي لا يعرف معنى الأبوة، ويا تلك الأم التي لا تعرف معنى الأمومة، اتقيا الله، لا تجعلا أولادكما عرضة للتماهي والانحلال والضياع، راقباهم في كل صغيرة وكبيرة، لا تطلقا لهم العنان ليختاروا حياتهم؛ لأن حياتهم أمانة تركها الله بين أيديكما، فاحرصا على ألا تأتي تلك اليد مغلولة إلى عنقيكما يوم القيامة.