أوضحت المترجمة العربية التي تعمل على قضية المبتعث السعودي المسجون في مدينة هاليفاكس الكندية على أثر تهجُّمه على طالبة يابانية، أن حالته صعبة جدا وأنه يعيش أوضاعا نفسية انعزالية قاسية، ولا ينظر إلى أحد إلا نادرا؛ إذ ينظر إلى الأفق البعيد، وفي حالة مخاطبته ينظر إلى المترجمة بصمت، وقليلا ما يتكلم، موضحة أنه لا يتذكر شيئا عن الحادثة، وكل ما يذكره أنه ليلة التهجم تناول وجبة العشاء في مطعم مجاور للسكان وعاد كعادته ولم يشعر بنفسه في اليوم التالي إلا وهو في السجن. وطالبت مريم الشيخ علي المترجمة العربية السفارة السعودية بالتدخل السريع لإخراج المتهم من السجن بواسطة الكفالة؛ لأنه يعيش وضعا نفسيا صعبا لا يمكن للأصحاء تحمُّله؛ فكيف بمن يعاني مرضا نفسيا بحسب قولها. وأكدت الشيخ أن المتهم لو كان كنديا لما بقي كل هذا الوقت في السجن، ولوجد من الجمعيات الخيرية والأسر المتطوعة من يستضيفه ويعتني به حتى تنتهي محاكمته، مبدية قلقها من بقاء “المتهم” في السجن حتى يحين موعد محاكمته بعد ثلاثة أشهر في تاريخ 29 إلى 30 يونيو المقبل، وأشارت إلى أن دورها يقتصر على الترجمة وتكون دائما محايدة، إلا أنه في قضية الطالب السعودي لم تستطع ذلك ووجدت نفسها متعاطفة بشدة معه ومؤمنة ببراءته وأن الحادثة تمت تحت ضغوط نفسية لا إرادية، لافتة إلى أن ما أثر فيها أكثر وجود ابن لديها عمره لا يزيد على 21 عاما يعاني عوارض نفسية أصابته إبَّان حرب الخليج الثانية حيث كانت تعيش في الكويت. وحول مدى إمكانية استضافته في حال الإفراج عنه بكفالة، قالت إن حالة المتهم تحتاج إلى تفرغ كلي لرعايته والعناية به؛ لأن خروجه بمفرده فيه خطورة عليه ويمكن أن يكون على العامة أيضا، مؤكدة أن ظروفها الأسرية والعملية ووجود ابن لديها يحتاج إلى رعاية خاصة حرمها فرصة مساعدة المتهم رغم قناعتها بضرورة ذلك له. وأضافت أن فهد السعدون الطالب السعودي الوحيد الذي يقف معه باستمرار ويتابع قضيته ويُطلع والديه على كل جديد يخص ابنهما، ليس لديه الإمكانيات لاستضافته بحكم ارتباطه بالدراسة ولصغر عمره أيضا، مبدية إعجابها بإخلاصه وشهامته لمواطن سعودي لا يعرفه مسبقا ومتابعته الحثيثة لقضيته ومساندته باستمرار. وذكرت مريم أن المحامية إليزابيث بيكل رفضت نقل المتهم إلى عنابر السجن العام على رغم طلبه ذلك بنفسه، مفضِّلة بقاءه في الحبس الانفرادي خوفا عليه من الاختلاط بالسجناء؛ نظرا إلى صغر عمره، موضحة أن السجن الانفرادي يخصص للمجرمين الخطرين، ولكن ظروف المتهم النفسية والعمرية تجعل هذا السجن أنسب له. مضيفة أن المحامية رفضت أيضا نقل السجين السعودي إلى مستشفى الأمراض النفسية خوفا عليه من حالات الجنون المتقدمة التي يمكن أن تزيد حالته النفسية سوءا، مؤكدة أن المحامية تؤمن إيمانا كاملا ببراءة المتهم؛ ولهذا تولي القضية عناية خاصة. وأشارت المترجمة مريم إلى أن نتيجة الفحوصات الطبية النفسية للمتهم إيجابية، وثبوت أنه مريض نفسيا يفضي إلى براءته؛ ومن ثم خروجه من السجن وعدم تسجيل صحيفة سوابق عليه داخل كندا؛ ما يتيح للطالب تكملة دراسته أو دخول دول أخرى مثل أمريكا أو بريطانيا لارتباط سجلاتها بمثل هذا النوع من القضايا.