بعد الجدل الذي دار في مجلس الشورى حول تحديد عمل عاملات المنازل، الذي حسم لصالح صاحب العمل. التقت “شمس” عددا من العاملات المنزليات للتعرف على رأيهن حول ما يتدارسه مجلس الشورى من قضايا تخص أعمالهن، وحول ما صدر من قرارات ومدى حاجتهن لقرارات أخرى تحمي حقوقهن كعاملات. وبحسب احصاءات نشرت أخيرا لوزارة العمل فإن عدد العاملات الآسيويات النظاميات في البلد يبلغ 700 ألف عاملة، ما دفع مجلس الشورى أخيرا الى دراسة لائحة تنظم عملهن تماشيا مع ظروفهن الاجتماعية والحياتية. التعرف على القرار الخادمة (معونة) التي تعمل لدى إحدى الأسر السعودية منذ عشر سنوات، لا تعرف شيئا حول الجدل القائم في مجلس الشورى حول تحديد ساعات عمل العاملات، وتقول باستغراب: “هل من الممكن ان يكون هناك دوام محدد للعمل وبعد ان ينتهي هذا الدوام استطيع ان افعل ما اشاء؟”. وتكمل حديثها بعد أن أعجبت بالفكرة: “انا اعمل طوال اليوم منذ الصباح وحتى الليل، ولا اجلس للراحة إلا ساعات قليلة بالرغم من المعاملة الطيبة لأهل المنزل الذي اعمل به معي، ولكن عمل المنزل كثير جدا ولا استطيع أن اترك الأعمال تتراكم فأعمل لأكثر من 12 ساعة في اليوم وفي بعض الأحيان استيقظ من النوم في منتصف الليل لأقوم بالعمل”، وتضيف: “عملت طوال العشر سنوات في منزل واحد وفي كل مرة أسافر فيها تعطيني ربة المنزل هدايا لي ولأبنائي ولأهلي وتطلب مني أن أعود لهم مرة أخرى، واقبل بذلك لأني تعودت عليهم وأصبحوا مثل عائلتي ولكني اشتاق لأسرتي وأتمنى لو تكون هناك اجازات سنوية مدفوعة الراتب استطيع خلالها الذهاب لبلدي لأطمئن على أسرتي ثم أعود لأستأنف عملي”. الإنصاف.. المطلب الأول أما (لين عزيزي) وهي عاملة اندونيسية فلم تستغرب وجود نقاش حول تحديد عمل العاملات المنزليات وترى أن هذا الأمر كان محور نقاش مع مكاتب الاستقدام كما هو موضوع جدل في بلدها وتقول: “تأتي العاملات للعمل وهن يعتقدن أن العمل الموكل لهن هو عمل محدد ولكن حين يبدأن بالعمل يجدن أن كل أمور المنزل موكلة لهن من النظافة والطبخ وحتى الاهتمام بالأولاد والاهتمام بكبار السن، وكل هذه الأعمال لا تحتاج لعاملة واحدة فقط بل تحتاج لأكثر من عاملة وحين تقوم بها عاملة واحدة لا تتوقف ابدا عن العمل وحتى ساعات نومها تكون محاسبة عليها؛ لأن كل من في المنزل يعتمدون عليها؛ لذلك فكثير من العاملات يرفضن العمل حتى إن أجبروهن في مكاتب الاستقدام على مواصلة العمل فهن يتهربن منه؛ لأنه فوق طاقتهن ويجب ان يعرفن فيمَ سيعملن قبل أن يأتين للعمل حتى لا تحصل لهن مشاكل مع الأسرة التي يعملن لديها”. وأضافت: “أنا جئت للعمل لدى اسرة مكونة من زوجين وأطفالهما الثلاثة ولكن حين بدأت العمل أصبحت أخدم أسرة مكونة من أكثر من عشرة أشخاص وأعمل في منزلين وراتبي لم يتغير حتى بعد طلب رفع الرواتب من قبل سفارة بلادي حيث بدأت العمل قبل رفع الرواتب وحين ارتفعت رفضت الأسرة طلب رفع راتبي، ورفض مكتب الاستقدام إقناعهم بالرغم من أني استحق رفع الراتب”. ميرستي: ذكريات غير جميلة تقول (ميرستي) التي تعمل بنسبة محددة من عملها كعاملة بالساعات ان القرار الذي تمت مناقشته يجب ان يتضمن وجود زيادة في الراتب اذا زادت ساعات العمل، وتقول: “أنا من سنة اعمل لدى أسرة مكونة من ثلاثة أشخاص فقط وقد اتفقت معي صاحبة المنزل على ان اعمل في منازل أخرى لساعات معينة في اليوم بشرط أن تكون لي نسبة من عملي إضافة للراتب، وقد وافقت على ذلك وأصبحت اعمل في بعض الأيام عشر ساعات في منازل أخرى، إضافة لعملي داخل منزل الأسرة التي اعمل لديها ولكني أستفيد من ساعات عملي بأجر جيد”. وتضيف: “كثير من العاملات يأتين للعمل في منزل واحد ولكنهن يعملن في الكثير من المنازل بالساعات ولا يتم احتساب أي نسبة او زيادة لهن على عملهن الإضافي، وهذا ظلم ويجب ان تتم مناقشته في مجلس الشورى وتتم محاسبة الأسر التي تظلم العاملات”. وتقول عن شكاوى العاملات من الأسر: “انا اعرف عاملات كثيرات يعملن هنا وكثير منهن غير مرتاحات من العمل ودائما يشتكين من كثرة العمل حتى بعد ان يذهبن لأسرهن في بلدانهن دائما يحكين لعائلاتهن عن المتاعب التي عانينها في عملهن ولا يتذكرن الأشياء الجميلة”. أنيسة: ما هو مجلس الشورى؟ من جانبها تشير (أنيسة) وهي عاملة اندونيسية إلى عدم معرفتها ما اذا كان هناك قرار او مباحثات معينة تدور داخل مجلس الشورى، بل أكدت عدم معرفتها بماهية مجلس الشورى، الا انها أبدت ارتياحها بالعمل عند الاسرة السعودية وعدم امتعاضها من ساعات العمل الطويلة التي تمتد من الساعة السادسة صباحا الى العاشرة مساء تتخللها اوقات للراحة، مشيرة الى انها عازمة على زيارة اهلها عند حلول الشهر المقبل، نافية في الوقت ذاته وجود اي مشكلة تؤرقها حاليا.