منذ ثلاث سنوات لم أذق طعم النوم ليلا. حياتي كلها سهر في سهر، مطلوب مني أن أفتح عيني ولا أقفلها حتى طلوع الشمس أو قدوم زميلي، الذي لا يحترم مواعيده عادةً، ولا يدير بالا بالشخص الذي ينتظره ويعد الساعات الطوال لحين مجيئه. وظيفتي حراسة مركز تجاري، أبوابه جميعها موصدة ومغلقة بالسلاسل والأقفال، أمضي معظم الوقت أتذكر أيامي الخوالي، وأتحسر على عدم إكمال دراستي، وعلى الظروف التي جعلتني أعمل حارسا لهذا المركز براتب لا يزيد على 1500 ريال، نصفها يذهب على مشاويري من وإلى المركز، والنصف الآخر على المشرب والمأكل، أما الملبس فلم أعد أفكر فيه، يكفيني هندام هذه الوظيفة الفضفاض وبعض ملابس النوم.. أما أصدقائي فلم يعد لهم وجود؛ لأنهم جميعا أفضل حالا مني، ويعملون في أماكن تقدرهم بشكل جيد.. أما أنا فليس لي سوى الله.