سيمضي الطالب السعودي المتهم بمهاجمة طالبة يابانية الشهر الماضي في كندا فترة ثلاثة أشهر مقبلة في السجن انتظارا لمحاكمته التي حدد القاضي موعدا لها خلال 29 و30 يونيو المقبل، معلنا أنه سيحتاج أيضا إلى يومين لحسمها مع تفريغ جدوله كاملا لهذه القضية. وكانت المحكمة قد قررت عدم إطلاق سراح الطالب السعودي خالد الحربي (19 عاما) خوفا من هروبه وحفاظا على سلامة المجتمع الكندي، وذلك بعد تهجمه على الطالبة اليابانية أيا سايتو (24 عاما) في 17 فبراير الماضي داخل دورة مياه نسائية في سكن جامعي تابع لجمعية خيرية تدعى واي ام سي ايه (YMC A ) وكمم فمها بعد أن ارتدى قناعا داخل مدينة هاليفاكس الكندية. قلق دائم وإلى حين حلول الموعد الجديد للمحاكمة يكون الطالب قد قضى أكثر من أربعة أشهر في السجن، ليتحول حلم الابتعاث والدراسة بالنسبة له إلى كابوس يهدد مستقبله ويضع والده ووالدته في قلق وخوف دائمين، لا يبددهما سوى مبتعث سعودي (لا يربطه به علاقة وثيقة) نذر نفسه للقضية ومتابعته لها وأن يكون حلقة الوصل الوحيدة بين الأم الموجودة في الرياض وما يجري لابنها المسجون في كندا. المبتعث فهد السعدون هو أول من عرف القضية وبادر إلى إبلاغ السفارة السعودية والملحقية الثقافية في أوتاوا، وأول من وصل لأسرة المتهم وطمأنهم عليه هاتفيا، ولم يغب عن أي جلسة محاكمة للمتهم، كما عني بمتابعة تفاصيل القضية أولا بأول سواء مع المحامية أو مع والدته. تخفيف المعاناة جلسة محاكمة أمس الأول، لم تمر بسلام بالنسبة للطالب المتهم، حيث كان شارد الذهن ولم ينظر للقاضي أو المحامية المترافعة لحظة واحدة، وبدا كأنه يعيش صدمة كبيرة مع الغياب الكامل لأي تمثيل رسمي للجهات الدبلوماسية المسؤولة عنه، وذكر الحربي في حديثه أنه غير مذنب وترجمت أقواله عن طريق مترجم القاضي الذي قرر عقد المحاكمة في 29 : 30 يونيو المقبل وذكر القاضي أنه سيزيد عدد أيام المحاكمة إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك. من جهتها أبدت المحامية إليزابيث بيكل يقينها ببراءة موكلها، وتمسكت بطبيب متميز ومعروف في مدينة هيليفاكس لتولي إجراء الفحوصات الطبية النفسية للمتهم، وقبلت بتأخر الفحص لحين عودته بعد أسبوع من سفره خارج المدينة. وتحاول بيكل أن تتيح للسعدون فرصة زيارة المتهم في السجن، على أمل أن يخفف عنه صدمة القضية ويسهم في تحسن حالته النفسية، ويدفعها في ذلك أيضا حرص المبتعث السعدون على الوقوف إلى جانب السجين الذي لم يقابله في حياته سوى مرة واحدة عندما وصل للمدينة قبل الحادثة بنحو ثلاثة أسابيع من أجل مساعدته. تحرك شخصي وأشار المبتعث السعودي فهد السعدون إلى أنه عرف الحادثة بالصدفة، وبعد تأكده من وقوعها اتصل برقم الطوارئ التابع للسفارة السعودية عشرات المرات من بعد الرابعة مساء ولكن لم يجد من يجيب عليه، وفي اليوم التالي أبلغ مشرفته الدراسية في الملحقية الثقافية بالحادثة لتبلغ الملحقية بدورها السفارة التي بادرت للاتصال به، ولكنه اكتشف أنهم لا يستطيعون الوصول لأسرة الطالب، ما اضطره للبحث بكل الطرق للوصول إلى أهل المتهم، وتمكن بعد نحو يومين من الحصول على رقم هاتفهم ليتصل بهم ويطمئنهم على حالة ابنهم، ومن ثم زود المسؤولين في السفارة بهاتف أسرة الطالب المسجون. يذكر أن السكن الجامعي الذي حدثت فيه الواقعة يقطنه 20 طالبا وطالبة يتشاركون دورات المياه والمطبخ وخدمات الغسيل بتكلفة شهرية 400 دولار وبعد وقوع الحادثة قررت الجمعية إعادة النظر في الإجراءات الأمنية داخل السكن، ووضعوا أقفالا إلكترونية على دورات المياه النسائية.