شهدت منطقة الرياض أمس طقسا استثنائيا؛ كان مفاجئا ومفزعا.. لم تشهد المنطقة مثله منذ 20 عاما.. ما دفع كثيرا من الناس إلى الاعتقاد بأنها نذر القيامة التي أخبرت عنها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. فقد هبت على البلاد، عواصف من ريح عقيم.. أخذت تذرو غبار الصحراء، وتدفع به إلى أحياء العاصمة ومحافظاتها، لتغمر به مساكنها وتحجب الرؤية عن ساكنيها. المشهد كان مأساويا.. بلغت فيه سرعة الرياح المصاحبة للموجة من 25 إلى 30 كم/ساعة.. وبدت معه الرياض خالية من الحركة.. إلا من بعض السيارات العائدة تزحف ببطء بأصحابها من العمل.. إذ فاجأت موجة الغبار سكان الرياض قبيل الظهر، بينما الموظفون في أعمالهم والطلاب في مدارسهم. ومع موجات الغبار المتصاعد، تقلبت المواجع على أصحابها، وبدأت أقسام الطوارئ بالمستشفيات، في استقبال مرضى الربو والحساسية الذين تأثروا بالعوالق الترابية.. كما سادت بين طلاب وطالبات المدارس والجامعات، حالة من الذعر والهلع.. وشهدت بعض المدارس حالات من الإغماء، تم استدعاء سيارات الهلال الأحمر السعودي لإسعافها. “شمس” ترصد على الصفحات التالية تطورات الموجة الترابية وتفاعلاتها. من جهته أوضح حسن ميرنا الناطق الإعلامي باسم الرئاسة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة أن الرئاسة أصدرت تقريرا في بداية الأسبوع حذرت فيه من أن كتلة هوائية دافئة ورياحا جنوبية نشطة تصل سرعتها إلى 55 كم/س، تهب من مساء السبت الماضي وتستمر إلى أمس، تؤدي إلى إثارة الغبار والعواصف الترابية، ويشمل تأثيرها جميع المناطق السعودية، وقد تؤدي إلى هطول أمطار على المناطق الشمالية. وذكر ميرنا أن التوقعات لأجواء أمس كانت حدوث رؤية غير جيدة بسبب الأتربة المثارة والعوالق الترابية الشديدة على مناطق شرق السعودية ومعظم الأجزاء الجنوبية لمنطقة الرياض حتى مناطق جنوب غربي السعودية، يصحبها انخفاض في درجات الحرارة على مناطق شرق السعودية وأجزاء من الوسطى. وتظهر تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية من غرب السعودية حتى المناطق الجنوبية، ووسط وشرق السعودية. في حين تظهر السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال غربي السعودية والمرتفعات الجنوبيةالغربية، قد تتخللها سحب ركامية في فترة ما بعد الظهيرة على المرتفعات. وأشار ميرنا إلى أن التوقعات كانت تشير إلى هبوب رياح سطحية شمالية غربية إلى شمالية، تتحول نهار اليوم إلى شرقيةفجنوبيةشرقية على معظم المناطق. وأكد ميرنا أن الأرصاد وحماية البيئة تنسق بشكل وثيق مع عدة جهات حكومية مثل الدفاع المدني وأمن الطرق. مضيفا أن الدفاع المدني زود إدارة تعليم المجمعة بتقارير الرئاسة، وهذا ما ساعدها على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الموجة. وقال ميرنا إن الرئاسة أصدرت ذلك التقرير لتدعو المواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية. مشيرا إلى أن المناطق السعودية في فصل الربيع تتأثر بالمناطق الحركية التي تعبر أجواء السعودية، مصحوبة بكتل هوائية حارة ثم باردة قادمة من شرق البحر المتوسط، والتي يتفاعل معها محور المنحفض الحراري بالبحر الأحمر؛ ما يؤدي إلى إثارة الغبار وتباين درجات الحرارة.