الضحية هذه المرة طفل في الثالثة فقط، عُثر عليه ملقى في الصحراء بعد شهر على اختطافه من امام منزل ذويه بحي السمراء في حائل. أما المجرم فهو شاب عاطل في الثانية والعشرين من عمره، درج على اختطاف الاطفال واغتصابهم والقائهم في ميادين عامة. فإضافة الى الطفل الاخير الذي لقي حتفه، اعترف الجاني باقترافه جرائم اغتصاب في حق 3 اطفال على الاقل تتراوح اعمارهم بين السادسة والثامنة. ومن حسن الطالع أن الشرطة تمكنت من القبض على هذا المجرم الذي تجرد من كل معنى انساني، حتى وان جاءت عملية القبض متأخرة كثيرا. لكن.. ان تصل متاخرا خير من ألا تصل ابدا، رغم ان وكالات الانباء نشرت امس عن تمكن الشرطة الالمانية من القبض على لص في لحظة السرقة نفسها عبر استخدامها الاقمار الاصطناعية. شهر إذنْ مضى بين الاختطاف والعثور على الجثمان الصغير.. ولكم ان تتصوروا مشاعر طفل ملقى - كل هذه المدة او بعضها - وحيدا في صحراء مظلمة بعد تعرضه للاختطاف والاغتصاب والتنكيل الجسدي والنفسي. اسألكم بالله.. تخيلوه بعيدا بعيدا عن حضن امه، يهيم على وجهه في بحر من الظلمات والرمل، يسح الدمع، يجهش بالبكاء، ينادي - بلثغته المحببة - على اهله اسما اسما فلا تجيبه الا اصوات الريح وعواء الكلاب. تخيلوا منظر طفل في الثالثة يحتضر رعبا وجوعا وعطشا. تخيلوا ايضا.. ان يصدر قاض حكما بالسجن سنوات معدودات ضد شيطان مَريد طاوعه قلبه ودفعته شهوته المرضية المنحطة، الى اقتراف جريمة ابليسية كهذه.