شهد يوم أمس، ثاني أيام معرض الكتاب الدولي بالرياض، إقبالا كثيفا من الزوار المواطنين والمقيمين رجالا ونساء، وظهرت أبرز سمات الموقع الجديد الذي يقام فيه المعرض للمرة الأولى، حيث كانت المساحات واسعة، وحرية التنقل بين أروقة دور النشر كانت أسهل بكثير مما كان عليه الوضع في الدورات الماضية للمعرض. وتشارك في المعرض 27 دولة تسابقت جميعا في عرض إنجازاتها الفكرية والثقافية من خلال دور نشر شهيرة في هذا المجال، وحضرت البرازيل ضيف شرف المعرض، لا لترويج كتب مطبوعة أو دوريات شهرية وسنوية بل لتلاقح الثقافات، فحرصت بوجودها على تعريف رواد المعرض بثقافة الشعب البرازيلي ومنجزاته الاقتصادية والعلمية والرياضية والتقنية، من خلال عرض أفلام وثائقية على مدار الساعة تروي عن هذه الثقافة وتؤصل لها. وقال الفكي عبدالله أحد أعضاء البعثة البرازيلية (من أصل سوداني)، إن البرازيل لم تأت إلا ضيف شرف في هذا العرس الثقافي لإطلاع الزوار على الثقافة البرازيلية والاحتكاك عن قرب بالثقافة المحلية التي تستضيفهم، وأضاف أن هناك فعاليات أخرى للبعثة البرازيلية تتمثل في إلقاء أحد مبعوثيها محاضرة عن هذه الثقافة. ولوحظ امتلاء المنطقة المخصصة لمواقف السيارات بالكامل في الساعات الأولى من اليوم الثاني. وشهد المعرض ازدحاما شديدا خصوصا بعد فترة المغرب، ولكن رغم ذلك فإن الشراء كان قليلا، ولا يكاد يذكر، بحسب مشرفي دور نشر، الذين أعادوا السبب إلى كون يوم أمس هو اليوم الأول فعليا، وكما هو معروف أنه لا يشهد بيعا إلا نادرا، وهذا الأمر ينسحب على كثير من معارض الكتب في العالم. ولكن رغم ذلك فقد كان واضحا أن جناحي دار المكتبي ودار الساقي تمتعا بأكبر كم من زوار اليوم الثاني، والدار الأولى متخصصة بكتب وأدب الأطفال أما الثانية فهي دار نشر عربية عامة لها منشورات روائية وفكرية وسياسية. ومما لفت الانتباه داخل المعرض أمس، وجود بعض أعمال النجارة والفك والتركيب في بعض الأركان التي خلت من كل شيء إلا جدرانا لم تثبت بها الأرفف إلى نهاية نهار أمس، وكان ذلك تحديدا في دار الثقافة والفن الإيراني، ودار النيل، ودار سلولزز، ودار إحسان، ودور أخرى، مع أنه من المتبع في معارض الكتاب أن دور النشر الراغبة في المشاركة تخطر الجهة المنظمة، وهي هنا وزارة الثقافة والإعلام، بالرغبة في ذلك قبل فترة ليست بالقصيرة، وتؤكد هذه الرغبة بإرسالها الكتب قبيل شهر ونصف الشهر، وتأتي إلى المعرض وهي تعلم تماما موقعها وركنها المحدد. ولكن يبدو أن هذه التنظيمات لم يؤخذ بها بدقة، وهي مشكلة تكررت في معظم دورات المعرض السابقة.