في الصين، قتل مسن (83 عاما) زوجته المريضة نفسيا (79 عاما) بعد أن أصابه الضجر بسبب رعايته لها. وبعد أن ادعى تشانغ وهذا هو اسم الزوج أن زوجته توفيت نتيجة وقوعها من على السرير، اضطر للاعتراف بقتلها خنقا إثر تشريح الشرطة للجثة. والحق أن تشانغ كان قاب قوسين أو أدنى من نيله وسام الزوج المثالي، فيما لو احتمل زوجته المتعِبة قليلا، كما احتملها حقبة من الزمن، بدلا من مسح هذا التاريخ الطويل من النضال الزوجي في لحظة توتر غير محسوبة العواقب. في بلادنا مثلا، يندر أن تجد زوجا يتمتع بهذه المميزات التي توفرت في العجوز تشانغ. بل نقرأ عمَّن قتل وسحل زوجته السليمة، الموظفة التي تدر عليه مبلغا شهريا محترما، وتؤدي كل أدوار ربة المنزل من تربية للأطفال وطبخ وغسيل وكي وخلافه، ودون أن يكون قدم لها ربع ما قدم تشانغ لزوجته! وحتى أولئك الذين لا يرتكبون جريمة صريحة يعاقب عليها القانون، فإنهم، عوضا عن أن يقدموا ما قدمه المسكين تشانغ لزوجته العجوز، يقتلون كل شيء جميل في دواخل زوجاتهم. بعضهم يحيلون حياتهن إلى جحيم يومي، وآخرون يقبرونهن أحياء. ليست الزوجة العجوز هي الضحية الوحيدة، ليس تشانغ وحده المجرم.. ثمة زوجات أخريات ضحايا قسوة واستغلال وقهر وظلم. ثمة مجرمون آخرون لم يقدموا أو يحتملوا ما احتمله تشانغ.