لا ينكر أحد فضل الوالدين على أولادهما؛ فالوالدان سبب وجود الولد، ولهما عليه حق كبير، فقد ربياه صغيرا وتعبا من أجل راحته وسهرا من أجل منامه.. تحملتك أمك في بطنها وأنت تعيش على حساب غذائها وصحتها لمدة تسعة أشهر غالبا. إن حق الوالدين عليك أن تبرهما، وذلك بالإحسان إليهما قولا وفعلا بالمال والبدن، تمتثل أمرهما في غير معصية الله، وفي غير ما فيه ضرر عليك، تليّن لهما القول، وتبسط لهما الوجه، وتقوم بخدمتهما على الوجه اللائق بهما، ولا تتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف، ولا تستثقل ذلك منهما فإنك ستكون بمنزلتهما، كما ستكون أبا كما كانا أبوين، وستبلغ الكبر عند أولادك - إن قُدّرَ لك البقاء - كما بلغاه عندك، وستحتاج إلى بر أولادك كما احتاجا إلى برك، فإن كنت قد قمت ببرهما فأبشر بالأجر الجزيل والمجازاة بالمثل، فمن برّ والديه برّه أولاده، ومن عق والديه عقه أولاده، والجزاء من جنس العمل؛ فكما تدين تدان، وجعل الله سبحانه وتعالى مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة وعالية. وقدَّم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، وهذا يدل على أهمية حق الوالدين الذي أضاعه كثير من الناس وصاروا إلى العقوق والقطيعة، فترى الواحد منهم لا يرى لأبيه ولا لأمه حقا، وربما احتقرهما وازدراهما وترفّع عليهما، وسيلقى مثل هذا جزاءه العاجل أو الآجل، فرضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخطه في سخط الوالدين. خلاصة القول: إن الدين النصيحة، ولا بد أن نذكر الناس بحقوق الوالدين؛ لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وهنا لا بد أن أشيد بمشاركة عبدالعزيز الدباسي في العدد (1144) الصادر السبت 28/2/2009 بعنوان (عقوق الوالدين.. كما تدين تدان).