لم يضع أحد من أبناء الجالية المسلمة في مدينة دويسبورج الألمانية في حسبانه قدوم هذا السيل العارم من الزوار إلى أروقة المسجد الجديد الذي يعد واحدا من أكبر المساجد في ألمانيا، فمنذ افتتاحه قبل أربعة أشهر جاء لمشاهدته أكثر من خمسين ألف شخص. بل إن نحو 40 ألف شخص جاؤوا لمشاهدة المسجد وهو لا يزال في طور البناء وتوافدوا على حي "ماركسلوه" الذي أقيم المسجد فيه. وتقول سابرينا فوربيرج بينما تهز رأسها كالذي لا يصدق ما حدث: "لقد فوجئنا جميعا بضخامة تيار الزائرين، فلم نتوقع أبدا هذا السيل من البشر". وتقوم الألمانية فوربيرج البالغة من العمر 26 عاما بعمل المرشدة السياحية داخل أروقة هذا المكان وتقول: "بإمكان الجميع أن يأتوا إلى المسجد سواء كانوا أفرادا أو جماعات". ولقد خبرت الطالبة فوربيرج التي تدرس العلوم الإسلامية المكان، وتعرفت على تفاصيل المسجد الكبير الذي بني على الطراز المعماري العثماني التقليدي بدقة تشبه دقة زملائها من المسلمين، وتشرح للزوار بصورة روتينية مكونات المسجد، فتتحدث عن القبة التي تتلألأ زرقتها بخطوط الكتابة الذهبية وعن المحراب القابع في مقدمة الصحن، ويقول مصطفى كيتشيك المتحدث باسم المسجد إن عددا من الزوار جاؤوا من أماكن بعيدة جدا لمشاهدته مثل اليابان والبرازيل، وجاء العلماء اليابانيون ليبحثوا الآثار الاجتماعية والمعمارية التي يمثلها بناء مسجد على حي من الأحياء، حيث يلاقي المسجد قبولا كبيرا بين أبناء حي ماركسلوه؛ الأمر الذي يعطي أسوة حسنة. وتثير الأمور المشتركة بين الإسلام والمسيحية دهشة الزائرة ليلو يلنجهاوس (77 عاما) وتقول: "لقد فوجئت حقا بوجود هذا الكم الكبير من المبادئ المشتركة بين المؤمنين، وبصفة خاصة إقامة الصلاة والجماعة المؤمنة وحب الآخرين ومراعاة مشاعرهم وحاجاتهم، باختصار أدهشني أن كل شيء مشترك بهذا القدر بين الإسلام والمسيحية.