بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، الرسالة التالية: فخامة الأخ العزيز الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة - يحفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: تلقيت ببالغ السرور خبر توصل فخامتكم مع أشقائنا في السلطة الفلسطينية، وإخواننا في حماس، والفصائل الفلسطينية، للطريق السليم، والصحيح، نحو الحل والمصالحة لما فيه الخير - إن شاء الله - لأشقائنا الفلسطينيين خاصة، وللأمة العربية والإسلامية عامة. ولا شك أن م ا قام به فخامتكم من جهود، يدل دلالة قاطعة على أن مصر الشعب الحر الأبي، مصر العروبة والإسلام، وبقيادتكم الحكيمة تصدت لدورها التاريخي المؤمل منها، حكومة وشعبا، وأثبتت - كما هي عادتها - عزمها المستمر على إيجاد الحل للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، ولم يعرف الملل، ولا الكلل، ولا الضعف، دربه إلى عقل القاهرة المُتيقظ، وهذا من فضل الله عليكم، وعلى شعب مصر الشقيق، فهنيئا لفخامتكم ولأشقائنا في مصر، وهنيئا لنا بكم - بعد الله - عونا ونصيرا لقضايا أمتيكم العربية والإسلامية. وأنتهز هذه الفرصة لأعبر لكل إخوتي وأشقائي في السلطة الفلسطينية، وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، والإخوة في حماس، وجميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، على هذا الإ نجاز الذي حُكم فيه العقل، إيمانا با لله، ثم بوحدة ومصير قضيتنا المشتركة، ونبذ غرائز النفس الأمارة بالسوء، وهوى الشيطان، وقد آن الأوان لأن يقولوا لأمتيهم العربية والإسلامية، بل وللعالم أجمع، إنهم أكبر من الجراح، وأعلى من الخصومة، والأقدر على المصالحة، وإن وحدة الصف الفلسطيني، كلمة، وموقفا هي كالصف المرصوص، يشد بعضه بعضا، مُلبين نداء الحق، جل جلاله (واعتصِموا بِحبلِ اللهِ جميعا ولا تَفرَّقوا، واذكروا نعمةَ اللهِ عليكمْ إذ كنتمْ أَعداءً فأَلَّفَ بينَ قلوبِكمْ فَأصبحتمْ بِنِعمتهِ إخوانا). نعم، سنقول وهم للعالم أجمع، إن ضمير الحكمة، ومنطق العقل، كانا فرسَي رهان عجزت أن تلحق بهما، أو تثنيهما عقبات الطريق، وعثرات الحاقدين الكارهين لأمتينا العربية وا لإسلامية عن كسب رهانٍ، الخاسرون فيه من لا يرجون لأمتنا العزة، ووحدة الصف، وبلوغ الهدف. فلهم منا جميعا كل الحب، موشحا بسعادة أشقائهم شعب السعودية، مهنئين إياهم وأنفسنا بهذا الإنجاز الذي يستدعي تكاتف الجميع للوصول لحل نهائي سيحملنا جميعا إلى آفاق جديدة لمسيرتنا العربية المشتركة. فخامة الأخ: إننا من خلال هذه الخطوة المباركة، نخاطب العالم كافة، ونقو ل لقادته وشعوبه، إن تحكيم العقل في كل خصومة، أو خلاف، أو عداوة أمر من الضرورة بمكان، هَدينا في ذلك تعاليم الرب - جل جلاله - المنزّلة على رسله وأنبيائه عليهم السلام. تلك الرسالات الخالدة خلود الحق، أمرت بتغليب الحوار على الخلاف، والمنطق على الهوى، والعقل على الجهالة، ولم تستثن أحدا من خلقه، بل استهدفت كل البشر، كما قال رب العزة والجلال ( يا أَيها الناسُ إنا خلقناكمْ مِنْ ذكر وأنْثى، وجعلناكمْ شعوبا وقَبائلَ لتعارفوا، إِنَّ أَكرمَكمْ عندَ اللهِ أَتقاكمْ، إنَّ اللهَ علِيم خبِير). وإننا لنأملُ أن تجد هذه الدعوة الخيرة، صدى في أرجاء المعمورة، حتى يجتمع الناس على كلمة سواء، تنبذ الشر وتحارب الإجرام والإرهاب، وتدعو إلى المحبة والتسامح، حتى تستيقظ الإنسانية - بإذن الله - على غدٍ مشرق يعبق بشذى ال أمن والأمان، والسلام والتعايش بين الأمم والشعوب. هذا ولله الحمد من قبل ومن بعد، ولكم يا فخامة الأخ، ولشعب مصر الشقيق، ولإخوتنا الفلسطينيين كافة خالص مودتنا وتقديرنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية