أكد الشيخ الدكتور سلمان العودة أن الأمة لن تستطيع تجاهل وجود التلفزيون رغم تزايد مطالبات المنادين بذلك، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يعد ممكنا الآن، بل إن هذه الوسيلة بدأت تنتشر بمعدل جهاز لكل فرد، ولا أقول لكل أسرة، وأضاف: "أعتقد أنه من الممكن جدا استيعاب هذا الجهاز وإدراك أثره العميق"، مشيرا إلى أنه من الضروري أن يعمل التلفزيون في إطار ضوابط ومبادئ تسهم في صناعة مجتمع راشد، خصوصا إذا عرفنا أن الهدف الأساسي للتلفاز ينبغي أن يكون هو نشر قيم ومعان ومعتقدات أساسية عند المتلقين، وهذا لا يناقض فكرة أن التلفزيون للترفيه، واستطرد: "صحيح أن الترفيه هدف ووسيلة في وقت واحد، لكن الترفيه نفسه له مبادئ وقيم، وقلّما تجد وسيلة ترفيهية أو عرضا أو فيلما ولو كان كارتونا أو مسلسلا إلا وتجد وراءه قيما معينة واعتبارات أخلاقية؛ فقد ثبت أن التلفزيون هو أكثر وسائل الثقافة تأثيرا في الأسرة؛ ولذلك فإنه ينبغي التأكيد أن عملية الترفيه ليست مبدأ متفقا عليه، بل إن معظم الذين يديرون هذه الأجهزة عندهم قيمة معينة أو رأي يريدون إيصاله إلى المشاهدين، واستشهد العودة بمقولة شهيرة فحواها "الناس على دين ملوكهم"، لافتا إلى أنه الآن حقّ لنا أن نقول "إن الناس على دين إعلامهم؛ ما يعني أن تأثير الإعلام ضخم جدا، خاصة فيما يتعلق بالثقافة التراكمية التي يتلقاها الناس، وأعني الثقافة بمفهومها الشامل من عادات وتقاليد وأنماط سلوكية ومعلومات وإعلام؛ حيث يعد التلفاز على وجه الخصوص المصدر الأهم. وعلى الرغم من ذلك فإن الترفيه هو بوابة هذا الجهاز، فيما يعد التأثير هو الهدف النهائي للتلفاز .