الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات، وهو"أبغض الحلال"؛ لما يترتب عليه من آثار سلبية في مقدمتها تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال، ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءا من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك. ونال تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة، اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولا واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم ديننا الحنيف وعلماؤنا ورجال الفكر والاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، وكل يحاول من جانبه تقديم ما يخدم نجاحها، لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها. وتتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي، وسهولة التغيير، وإيجاد البديل، وطغيان الحياة المادية، والبحث عن الذات، وانتشار الأندية وضعف الخلق، وكل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة الحسنة. ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية يكون سببا في فساد العلاقة وتوترها واضطرابها بينهما ما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، لأن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والمستقبلية من قبل الزوجين معا. وهنا نأتي إلى سبب مهم هو "عدم التوافق بين الزوجين" ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي، وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب إيجاد رجل وامرأة متقاربين في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق" وإلى أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولا بد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق؛ لأن ذلك يفيد كثيرا تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس. ويمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالا يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر إلى أساليبه، ويمكن طرح الأسئلة المهمة التي طرحها نايف السلامة في العدد رقم (1142) الصادر يوم الخميس 26/2/2009 بعنوان (أسئلة مهمة لزواج ناجح وسعيد)، لإيجاد التفاهم والانسجام في حياتنا الزوجية.