وقع عصر أمس الأول حادث تصادم مروّع على طريق حفر الباطن - الكويت على بعد “60 كم” شمال المحافظة، بين سيارتين الأولى عائلية من نوع جمس، تستقلها عائلة مواطنة مكونة من تسعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و47 سنة، والأخرى من نوع مرسيدس تحمل لوحات كويتية ويستقلها مواطن سوري عمره 30 سنة، وترافقه والدته وهي في الخمسينيات من العمر، ونتج عن الحادث وفاة المسنة السورية وإصابة كافة ركاب السيارتين بإصابات تراوحت بين المتوسطة والبليغة، وتعرض معظمهم لكسور في أجزاء متعددة. وكشف الحادث أوجه قصور لدى مستشفى الملك خالد العام بحفر الباطن والذي نقل إليه المصابون العشرة. حيث تعامل أطباء الطوارئ ببرود مع الإصابات، وشهدت “شمس” تفاصيل التعامل مع المصابين، فبوصول الدفعة الأولى منهم، والذين أنجدهم مواطن شاب بسيارته الخاصة، نزلت إحدى المصابات وهي تنزف وكانت تحمل بين يديها شقيقة لها عمرها ستة أشهر مصابة بإص ابات متعددة، وكانت المصابة تجول مع أختها في أروقة الطوارئ دون أن تجد من يتعامل مع الحالتين، وبعد فترة اقترب منها أحد الأطباء وألقى نظرة على الرضيعة المصابة ثم انصرف ببرود، وذلك وسط ذهول المراج عين، الذين قام أحدهم غاضبا وحمل الرضيعة وأخذها مع أختها المصابة وأدخلهما بالقوة إلى عيادات الطوارئ. ثم تتابع وصول دفعات المصابين، ولكن سيارات الإسعاف لم تجد أحدا يستقبل المصابين أمام بوابة الطوارئ، ولم تبدُ على المستشفى أي علامة على وجود وضع طارئ من خلال وصول عشرة مصابين دفعة واحدة، واضطر المسعفون إلى الاستنجاد بعمال النظافة من أجل نقل المصابين من عربات الإسعاف إلى الطوارئ، وهذه مهمة الممرضين كما يفترض، لكن أحدا منهم لم يبادر، حتى انفعل أحد عناصر الأمن، وصرخ بأطباء الطوارئ وممرضيهم بسرعة التحرك لنقل المصابين لوجود حاجة إلى سيارات الإسعاف لنقل بقية المصابين الذين كان بعضهم لا يزالون في موقع الحادث. ثم وصلت عربات إسعاف الدفاع المدني وكانت إحداها تحمل المسنة السورية التي توفيت وتوقفت سيارة الإسعاف مدة 15 دقيقة أمام بوابة الطوارئ، حيث خرج طبيبان وكانا يتحدثان بهواتفهما الجوالة وألقى أحدهما نظرة خاطفة على سيارة الإسعاف وبدا الامتعاض على ملامحه قبل أن يكمل مكالمته ويعود إلى المستشفى، وبعد 35 دقيقة نقلت المسنة التي كانت قد توفيت من السيارة إلى داخل المستشفى، ولم يحدث ذلك إلا بعد إصرار من قائد سيارة الإسعاف التابعة للدفاع المدني الذي قال للأطباء إن عربة الإسعاف تابعة لمركز مدني الرقعي، وإن عليه العودة بسرعة إلى المركز لاحتمال وقوع حادث آخر فيما المركز خالٍ من جميع عرباته، فأنزلوها من السيارة عندئذ. وقال فيصل الشمري الناطق الإعلامي ب(صحة حفر الباطن)، إن معظم المصابين تعرضوا لكسور وكدمات، وإن الرضيعة ذات الأشهر الستة نقلت إلى العناية المركزة وتتنفس الآن صناعيا وحالتها حرجة.