الإهمال صفة نقص، وعادة ما تُستخدم هذه الكلمة في عدم رعاية الإنسان ما يجب عليه رعايته على الوجه الأكمل بالتخلية أو الترك أو التقصير فيقال: أهمل الوالد ابنه أو المدرس تلميذه. ويقال: أهملت المرأة خدمة زوجها أو القيام على شؤون بيتها وتربية أولادها، ويقال: أهمل الطالب مذاكرته.. وهكذا. وتستخدم كلمة الإهمال مقيدة بمعنى من المعاني أو بجانب من جوانب الحياة، وأحيانا أخرى تُذْكَر على جهة الإطلاق فيقال: إنسان مهمل. ولعل إهمال الدين أخطر صور الإهمال، فإن كان إهمال نظافة المنزل والمذاكرة يُنْتَقَص به العبد، فإهمال الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخطر وأشد؛ فليس مَن أهمل تسريحة شعره كمن أهمل القيام بحقوق الوالدين وبرهما، وليس من أهمل في إعداد الطعام وتهيئة الأطباق كمن أهمل في إقامة الدين وسياسة الدنيا به، وبعض الشر أهون من بعض، وقد يصل الإهمال إلى ضياع الثروة وإفقار الأمة ويؤدي إلى فتور ا لعلاقات الاجتماعية وتمزقها وإلى شيوع الظلم، ويكون عنوانا على انعدام الإحساس وبلادته وينتهي بصاحبه إلى الطرد من رحمة الله؛ ولذلك فلا بد من الحذر من الإهمال قليله وكثيره، والسعي في تقويم المهملين وتدريبهم على معاني القوة والنظام، وتربيتهم على مجاهدة النفس وعُلو الهمة وقوة الإرادة؛ حتى ينهضوا بالأعمال والمهمات بجد ونشاط؛ ف(إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). ومن أنواع الإهمال التي تستوجب العقاب الشديد الخبر الذي نشرته جريدة “شمس” في عددها رقم (1139) الصادر يوم الاثنين 23/2/2009، بعنوان (خبز بالمسامير في تموينات بحفر الباطن). وهنا نتساءل: ماذا كان سيحدث إذا تناول هذا الطفل قطعة من الخبز وابتلع المسمار في جوفه؟ وعلى من ستُلقىالمسؤولية؟ وماذا سيستفيد والداه مهما كان حجم العقوبة التي كانت ستطبق على من قام بهذه الفعلة الشنيعة، بعد أن يفقدا فلذة كبديهما؟