يشهد ملعب الملك فهد الدولي بالرياض في الثامنة والثلث من مساء اليوم، المواجهة المنتظرة بين الهلال والنصر قطبي العاصمة الرياض في نصف نهائي كأس ولي العهد لكرة القدم، في لقاء لا يقبل التكهنات خصوصا أن المسابقة تقام بنظام خروج المغلوب؛ ولذلك فإن الإعداد النفسي والبدني بالإضافة للقراءة التكتيكية الناجحة من المدربَين، هما ما سيحسمان اللقاء وهما ما سيزفان الفائز إلى الدور النهائي. الهلال والمحافظة على اللقب طريق الهلال نحو نصف النهائي لم يكن مفروشا بالورود، حيث كان يتحتم عليه تخطي عقبة الوطني في تبوك ومن ثم تخطي عقبة الوحدة على ملعب الشرائع بمكة، وهو ما قام بتحقيقه الفريق بعد أن تخطى الوطني بهدفي ياسر القحطاني وويلهامسون؛ ومن ثم أزال عقبة الوحدة برأسية أسامة هوساوي. ويسعى الهلال جديا للمحافظة على اللقب بعد أن انتزعه الموسم الماضي من الاتفاق، بالإضافة إلى أنه يريد تكرار إقصائه للنصر في نفس البطولة بدور ال 16 بالموسم الماضي بعد أن تفوق الهلال أداءً ونتيجة في تلك المباراة، وهو يعلم أن ظروف هذا اللقاء تختلف تماما عما كانت عليه الموسم الماضي. علما أن الهلال كان قد خرج من كأس الأمير فيصل بينما لا تزال حظوظه قائمة على بقية المنافسات المحلية. ويعيش الهلال أيضا حالة من الاستقرار الفني باقتناعه التام بمدربه كوزمين أولاريو الذي يسيّر دفة الفريق كما يجب، بدليل النتائج والألقاب التي حققها مع الهلال التي كان آخرها لقبَي الدوري وكأس ولي العهد. النصر بصفوف جديدة وعلى الجهة الأخرى خاض النصر في بداية مشواره بدور ال16 لقاءً سهلا نسبيا أمام الفيحاء، ولم يعان النصر في حسم اللقاء لصالحه بهدفين أتيا عن طريق المحترفين إلتون وحسام غالي، ولكن النصر في لقائه الثاني برهن على أحقيته بالوصول لهذه المرحلة بعد أن اجتاز الاتحاد بركلات الترجيح. ويسعى النصر في لقاء اليوم لبلوغ النهائي الثالث له هذا الموسم، بعد نهائي بطولة الأندية الخليجية التي خسرها على يد شقيقه الأهلي، بالإضافة لبلوغه نهائي كأس الأمير فيصل الذي سيلعبه ضد الشباب. فالنصر هذا الموسم قدم مستوى لافتا في جميع البطولات التي شارك فيها عدا الدوري الذي دفع به ثمن تخبطاته حتى ابتعد عن المنافسة، ولكن تعامله مع مباريات الكؤوس كان مثاليا بدليل بلوغه نهائيَّين وهو على أعتاب النهائي الثالث. ويبدو أن النصر قد وجد ضالته أخيرا بعد تعيينه المدرب باوزا بعد سنوات من التغيير في الكادر التدريبي الذي لم ينجح في قيادة النصر لمنصات التتويج، ولكن بعد تعيين الأرجنتيني باوزا بدا واضحا للعيان التنظيم التكتيكي والفكر الكروي العالي للمدرب اللذان أوصلا ناديه السابق (ليجا ديبورتيفو) لنهائي كأس العالم للأندية الأخيرة والتي تبدو مثل كلمة السر في الديربي العاصمي، ولكن قد يعاني باوزا من عدم كشفه كافة خبايا الكرة السعودية لكونه لا يزال مدربا حديثا لنادي النصر. العوامل المشتركة وقد يكون العامل المشترك الأبرز بين الهلال والنصر هو قوة المحترفين الأجانب في صفوف الناديين، فالهلال قد وفق في صفقة رادوي وويلهامسون، بالإضافة لطارق التايب العائد حديثا للمشاركة بعد تعافيه من الإصابة، بينما محترفه الرابع سيول قد يكون اللاعب الأضعف ولكن كما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال: إن اللاعب يحتاج لوقت حتى يتأقلم مع الفريق. وعلى الجهة الأخرى واصل محترفا النصر البرازيليان إيلتون وإيديير مستوياتهما اللافتة في هذا الموسم بعد أن صنعا الفارق للنصر في عدة مواجهات، بالإضافة لتدعيم صفوفه قبل فترة قريبة بالمصري حسام غالي والعماني حسن ربيع.