خذها مني أنا المجرب الحصيف: حتى لو تقمصت شخصية فلياس فوج أو حتى أنيس منصور وترحلت حول العالم في ثمانين يوما أو أكثر، فلن تجد زوجة مثالية. في كل عش زوجي هناك طائران يستخدمان منقاريهما في حرب لا تهدأ. هل تعرفون لماذا؟ لأننا ندخل قفص الطيور الذهبي هذا بآمال عظيمة. يعني تتخيل الفتاة أنها ستعيش حياة رومانسية حالمة كالتي تعيشها نور ولميس. ويعتقد الشاب المغفل أنه عثر على المرأة التي ستحيل حياته النكدية إلى جنة سرمدية. ينتهي شهر العسل أو لا يكاد ينتهي حتى تظهر الصورة كأوضح ما تكون. يشعر كلاهما بالصدمة، ثم النفور، ثم الندم على الارتباط، ثم التفكير في التخلص من هذه الحياة السوداوية الجديدة، ثم يكون التهور والانفصال. مشكلتنا أننا لا نقدر الأشياء بقدرها، نكون أبعد ما نكون عن المنطقية والواقعية ونعيش حلما كاذبا ثم نصدق هذا الحلم، وحينما نستيقظ نتفاجأ بالواقع المر. أسعد الأزواج هم أولئك الذين ينظرون إلى هذا الرباط على أنه عقد شراكة، له شروطه وضوابطه واستحقاقاته. جربوا وانسوا خرابيط الرومانسية.