زميلنا في مدرسة زيد بن الخطاب الابتدائية بجنوب جدة أجريت له عملية قسطرة في مستشفى فقيه كلفت أكثر من 45 ألف ريال تم جمعها من زملائه في العمل، ولم تسعفه حالته المرضية في الذهاب إلى مستشفى حكومي نظرا للإجراءات الروتينية المعقدة المتبعة في مثل هذه الحالات، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لوقف عاجزا أمام إيجاد حل لهذا الموقف العصيب. بعدها تواردت إلى ذهني بعض الخواطر وتساءلت في نفسي: ماذا سيحدث لو كان زميلي هذا فقيرا وتعرض لهذه الحالة الحرجة وتطلبَ علاجه هذا المبلغ الكبير؟ والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هنا: لماذا لا يتم إنشاء مستشفى عالمي للطوارئ في مدن السعودية ومركز لعلاج القلب على غرار ما هو موجود في أمريكا وألمانيا وسويسرا؟ والسؤال الفلسفي الآخر: لماذا لا يتم إنشاء مدن طبية عملاقة مجهزة بأحدث الأساليب العلمية على غرار المدن العالمية في المدينةالمنورةوجدة وأبها والمنطقة الشرقية وكل مدن السعودية؟ لذلك يجب على وزارة الصحة الاهتمام أكثر بصحة المواطن، ونتمنى ألا نرى الإهمال والتقصير العلني في كافة المستشفيات، وأن تكون لها آليات وخطط عاجلة، حتى نرتقي بالخدمات الصحية ونكون قد حققنا رفاهية المواطن عملا وقولا وفعلا. وتنتظر الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة الجديد الكثير من الملفات التي تحتاج إلى متابعة وحسم فوري، ولعل أهمها قضية الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية والخاصة. وتطالعنا الصحف مع صباح كل يوم جديد بالكثير من قصص المواطنين والمقيمين الذين يقعون ضحايا الإهمال الطبي، ولعل آخرها ما طالعتنا به جريدتنا الغراء “شمس” في عددها رقم (1133) الصادر يوم الثلاثاء 17/2/2009 في صفحة (حكايات) التي تحدثت عن المواطن السعودي مانع سالم الفهيقي (65 عاما) الذي ذهب إلى مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بسكاكا، لإجراء عملية بسيطة لشفط مياه من عينه اليمنى، وكيف أنه اكتشف بعد خروجه من المستشفى أن عينه فقدت جزءا كبيرا من بصرها إلى حد أنه أصبح يعتمد في رؤيته على عينه اليسرى التي لا يرى إلا بجزء بسيط منها، وأنه أصبح بحاجة إلى مرافق يمشي معه حتى في منزله. ومثل هذه الأمور التي تحدث تجعل المواطن والمقيم يفقدان الثقة في مستشفياتنا الحكومية والخاصة وتجعلهما يهربان إلى المستشفيات الخارجية، وتفشل جهود الوزارة في شعارها الذي ترفعه بتوطين العلاج بالداخل.