.. فجأة وبدون سابق إنذار تعالت الأصوات مطالبة بإسناد مهمة تدريﺐ المنتخﺐ السعودي للروماني كوزمين ﺃولاريو مدرب فريق الهلال.. هكذا صوت واحد متعدد المصادر يطالﺐ بكوزمين مدربا للأخضر متخذا الوطنية والمصلحة العامة شعارا لهذه المطالبة.. في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ﺃن ﺃول من سيهاجم كوزمين ويشكك في قدراته واختياراته هم ﺃصحاب هذا الترشيح.. فالهدف المعلن مصلحة المنتخﺐ والهدف الحقيقي والخفي هو إيقاف مسيرة الهلال وإدخاله في ﺃزمة فنية تتيح لفرقهم فرصة الاستفادة من هذا الوضع والتخلص من ﺃحد المنافسين الأقوياء على صدارة الدوري والبطولات الأخرى. .. ترشيح كوزمين للمنتخﺐ لا يهدف إلى مصلحة المنتخﺐ؛ لأن هؤلاء لا يعنيهم الأخضر من قريﺐ ﺃو بعيد؛ فهم يسعون إلى مصالح ﺃنديتهم وفرقهم بغض النظر عن مصلحة الأخضر.. وهم يفرضون على الهلال التضحية بمدربه واستشعار المصلحة الوطنية، في الوقت الذي يعلنون فيه صراحة ومباشرة عدم تنازلهم عن مدربيهم للمنتخﺐ الذي عليه ﺃن يبحث عن مدرب آخر وليكن كوزمين مدرب الهلال.. نعم يعلنون صراحة ﺃنهم لن يتنازلوا عن مدربهم للمنتخﺐ، ولا يخجلون من ترشيح كوزمين، وكأن المنتخﺐ هو مسؤولية الهلاليين وحدهم وهم المعنيون بمستقبله، والذين عليهم تقديم لاعبيهم ومدربهم وجماهيرهم للأخضر دون النظر إلى مصلحة فريقهم ومستقبله وهم الذين صرفوا الملايين على إعداده.. هم يريدون ﺃن يتحمل الهلال مسؤولية تخبط الوضع الفني للأخضر وعدم قدرة اتحاد الكرة على اختيار مدرب جيد رغم الوقت الطويل المتاح لاتحاد الكرة لمعالجة ﺃموره وتحديد ﺃهدافه وتقييم عمله.. اتحاد الكرة يفشل في اختيار مدرب جيد وجهاز قادر على النجاح في قيادة المنتخﺐ، والهلال هو من عليه معالجة هذا الوضع والتنازل عن مدربه للأخضر.. فعلها الهلاليون مرارا وتكرارا وقدموا مدربيهم للأخضر؛ لتكون النتيجة النهائية فشلا للمنتخﺐ وللهلال معا.. مرات عديدة لجأ خلالها اتحاد الكرة إلى مدربي الأندية وتحديدا الهلال وكانت النتيجة واحدة هي الفشل والإخفاق وحرمان الهلال من مدربه مع عدم استفادة المنتخﺐ من المدرب، ولأن النتيجة كانت فتاكة للهلال وساهمت في إخراجه من البطولات والمشاركات الخارجية ها هم الآن يريدون تكرار نفس القرار وبنفس الطريقة والسيناريو.. الأخضر كان يعاني وكان الجميع يدرك ﺃن الجوهر ليس المدرب المناسﺐ للمرحلة، ومع ذلك ﺃصر اتحاد الكرة على قراره ووضع نفسه في مأزق الوقت مغامرا بتاريخ المنتخﺐ ومستقبله ليعود مجددا بحثا عن مدرب الهلال بعد الخسارة.. لذا فالهلال ﺃيضا لديه مصالحه ومشاركاته وقدم الكثير للمنتخﺐ طوال تاريخه، وعليه فليس معنيا بوضع المنتخﺐ طالما قبل اتحاد الكرة بالوصول إلى هذه النقطة.