أجمع المدربون الوطنيون عبدالعزيز الخالد وعلي كميخّ وبندر الجعيثن، على عدم مثالية التشكيلة التي بدأ بها ناصر الجوهر مدرب المنتخب السعودي الأول في مباراة أمس أمام المنتخب الكوري الشمالي، مؤكدين أن الزج بتيسير الجاسم في منطقة المحور مجازفة كبيرة من الجوهر، خاصة في ظل وجود سعود كريري، وهو المحور التقليدي على مقاعد الاحتياط؛ الأمر الذي أثر كثيرا في أداء الدفاع السعودي. حيث أشار في البداية عبدالعزيز الخالد المدرب الوطني، إلى أن الفريق السعودي لعب اللقاء وسط ظروف صعبة، وقال: "المنتخب خسر قبل أن يبدأ اللقاء على اعتبار غياب خالد عزيز ومعاذ وهزازي، إلى جانب وجود تيسير الجاسم في مركز المحور، وتسبب في مشكلة في العمق الدفاعي، خاصة أن الجاسم لم يشارك منذ فترة طويلة بهذا المركز"، وتابع الخالد: "كان من المفترض على الجوهر أن يشرك سعود كريري بدلا من خالد عزيز الموقوف، وهذه ناحية مهمة افتقدناها في المنتخب". وعن النواحي الفنية قال الخالد: "الفريق الكوري أجاد في التغطية الدفاعية والمراقبة الفردية والضغط على حامل الكرة، وكانت هذه ميزه للفريق الكوري الذي يعتبر أضعف إمكانيات من المنتخب السعودي، إلا أن الفريق الكوري لم يعطِ المنتخب فرصة للتحرك بشكل جيد وحدّ من تحركات نور والفريدي وكذلك ياسر والنمري"، وطالب الخالد بعدم المبالغة في النقد؛ فالمنتخب لا يزال يمتلك حظوظا قوية نحو التأهل، وعلى الأقل الحصول على البطاقة الثانية". في حين اعتبر علي كميخ المدرب الوطني الخسارة التي تعرض لها المنتخب مؤلمة، مشيرا إلى أن التشكيلة التي بدأ بها الجوهر المباراة لم تكن مثالية نوعا ما، في ظل تغيبب سعود كريري والبدء بياسر القحطاني الذي يعتبر غير جاهز لياقيا؛ لعدم مشاركته منذ فترة طويلة مع المنتخب. وقال: "بدايتنا جاءت موفقة خلال ال20 دقيقة خاصة في ظل الرغبة الواضحة في تحقيق الفوز من قبل اللاعبين وتسجيل هدف مبكر، وكانت هذه الرغبة على حساب الشق الدفاعي، إلى جانب الأطراف التي وجد بها المنتخب الكوري العديد من الثغرات ليشن هجماته من خلالها"، وتابع: "سجل الكوريون هدفا ملعوبا نتيجة غياب المحور التقليدي، وهو سعود كريري، وهذا الهدف أسهم في السيطرة الكورية على مساحات الملعب وترك للسعوديين الاجتهادات الفردية"، وحول تغييرات الجوهر، قال كميخ: "التغييرات لم تكن منطقية على الإطلاق على اعتبار أن الراهب لم يكن جاهزا، والتركيز في الفترة الماضية كان على ريان بلال والشمراني الجاهزين، إضافة إلى أن تغيير النمري لم يكن موفقا، إلا أنه أدى دوره بشكل مميز وشكل جبهة هجومية في الجهة اليسرى". وأضاف كميخ: "الكوريون منحوا المنتخب فرصة كبيرة في الوصول إلى مرماهم، خاصة منطقة ال18، لتشكيل هجمات مرتدة واستغلال المساحات والأطراف، واستطاع أن يتفوق في هذه الناحية، لكنه لم يسجل من هذه الطريقة". واستطرد: "بشكل عام، الفريق الكوي تفوق من الناحية الدفاعية بنسبة 80 في المئة، في حين كانت نسبة تطور الأداء الفردي في المنتخب السعودي 40 في المئة، وتعتبر تدخلات المدربين جيدة نوعا ما وفق إمكانيات اللاعبين ووفق طريقة 4/5/1 للفريق السعودي و4/4/2 للفريق الكوري، ووضح تأثير الأجواء والأرضية على الفريق السعودي، لكن روح اللاعبين كانت عالية جدا بتعديل النتيجة". من جانبه، قال بندر الجعيثن المدرب الوطني في نظرته الفنية عن المباراة: "الحصة الأولى جاءت حذرة جدا خشية الوقوع في الأخطاء، وكانت رغبة الكوريين واضحة لتسجيل هدف مبكر، وتميزوا بتنظيف المنطقة أولا بأول والتمركز ومراقبة مفاتيح اللعب السعودية، وفي المقابل كان المنتخب السعودي غير واضح في منطقة الوسط؛ حيث كان التمرير خاطئا، وتحمل الدفاع أخطاء الوسط الذي كان غير واضح المعالم لغياب المحور التقليدي سعود كريري مع أحمد عطيف، وأستغرب أن يلعب الجاسم في خانة المحور، خاصة أنه لم يلعب في هذه الخانة منذ فترة طويلة، وكان من المفترض أن يشرك الجاسم في الوسط الأيسر ونور في الجهة اليمني وأن يبقي على كريري وعطيف في المحور"، وزاد الجعيثن: "الجوهر استعجل في الزج بالنمري من البداية؛ فاللاعب لا تزال خبرته الدولية متواضعة"، وتابع: "بشكل عام، الفريق الكوري لم يكن أفضل من منتخبنا على مستوى العناصر، ولكن المنتخب لم يظهر بالشكل المطلوب، خاصة أن صورة خط الوسط لم تكن واضحة"، وعن خط الهجوم، قال الجعيثن: "ياسر كان بحاجة إلى من يسانده؛ فهو عائد للتوِّ من إصابة، ومن المفترض دخول نور إلى العمق وإعطاء شهيل والزوري فرصة للتقدم، خاصة أن المنتخب الكوري مال إلى اللعب على الهجمات المرتدة، بينما الوسط السعودي استمر في التخبط واللعب بعشوائية، ولم يستطع إيجاد حلول لفك التكتل الكوري والكثافة العددية، وأنا أعتبر أن تميز المنتخب السعودي كان في الاجتهادات الفردية، بينما أجاد الكوري في التغطية الدفاعية والضغط على حامل الكرة، وكنا بحاجة إلى مهاجم ثان من بداية الحصة الثانية مع ياسر لكي نصل إلى المرمى الكوري، إضافة إلى أن المنتخب كان ينقصه التسديد من خارج منطقة الجزاء، وهذا لم يحدث إلا بصورة قليلة". أما عبداللطيف الحسيني مدرب اللياقة المعروف فخالف ما ذهب إليه الخالد والجعيثن وكميخ حول عدم مثالية التشكيلة، مشيرا إلى أن تشكيلة الجوهر كانت مثالية، وقال: "حاولنا اللعب من على الأطراف بتواجد النمري والفريدي وبمساندة من شهيل والزوري، على أن يلعب نور خلف القحطاني ليكون أحيانا مهاجما ثانيا، وحاول الجوهر امتصاص الحماس الكوري الذي يلعب بين أرضه وجمهوره، وحاول السيطرة على وسط الملعب، إلا أن الهدف الكوري (لخبط) أوراق الجوهر كثيرا"، وعن حلول الجوهر في الحصة الثانية، قال الحسيني: "أجرى الجوهر تغييرات في سبيل فك التكتل الكوري، إلا أن الأخير نجح في ذلك وأفسد جميع الحلول الفردية السعودية خاصة في منطقة العمق، على الرغم من أن إمكانيات اللاعبين السعوديين تفوق الكوريين من الناحية الفردية"، وأشار الحسيني إلى أن البطء في نقل الكرة كان أمرا ملاحظا على أداء لاعبي المنتخب السعودي.