فتحت إمارة منطقة مكةالمكرمة ملف تحقيق موسع بشأن دعوى تقدم بها مقيم باكستاني يتهم فيها مديرية الشؤون الصحية بالتواطؤ مع مستوصف خاص في شكواه التي قدمها للمديرية ضد المستوصف. وتعود تفاصيل القضية بين المقيم غلام رسول بخش والمستوصف الخاص (تحتفظ "شمس" باسمه) إلى إجرائه فحوص الكشف الطبي الإلزامي لاستخراج رخصة قيادة، وبعد التحاليل أبلغه المستوصف أنه مصاب بالتهاب فيروس الكبد الوبائي (C) فأصيب بصدمة حادة؛ كون هذا المرض من أخطر الأمراض الوبائية ويصنف كمرض قاتل، فضلا عن أنه ينتقل من المصاب إلى الأصحاء بشكل سريع. ونقل إلى التوقيف تمهيدا لترحيله ولكن أطلق سراحه بناء على طلب من كفيله، حيث إن المقيم لديه عائلة هنا وكان من الضروري إنهاء بعض الالتزامات قبل ترحيله وعائلته. وكانت الصدمة الثانية عندما أصاب القلق زوجة المقيم فطلبت الطلاق في الحال وأخذت أولادها واتجهت نحو منزل شقيقها، عندها أدت الهموم بالمقيم إلى التفكير في الانتحار فنفذ خطته بشرب كميات كبيرة من مادة (الفلاش) الكيميائية المستخدمة في التنظيف ولكنه نجا بعد نقله إلى المستشفى من قبل أصدقائه. وبعد استقرار صحته استجوِب من قبل الشرطة، وفي أثناء ذلك تحدث معه ضابط من شرطة مكة، بحديث ودي. وقال له إن عليه ألا ينهي حياته بسبب هذا المرض وتبعاته وإنه ربما بالإمكان علاجه مع تطور الطب، فتفاءل غلام رسول وقرر إعادة الفحوصات لدى مستوصف آخر وكانت النتيجة مذهلة؛ إذ كشفت التحاليل أن صحته جيدة كالحصان، وأنه غير مصاب بأي فيروس. وللتحقق من ذلك أجرى المقيم فحوصات أخرى لدى مستشفى حكومي (مستشفى الملك عبدالعزيز) فأكد صحة الفحوصات التي تثبت سلامته التامة من أي مرض. وباتجاه المقيم لصحة مكة من أجل تقديم شكوى ضد المستوصف الأول، وجد أن التعامل مع شكواه لم يتم كما يجب؛ حيث لم تستدعَ إدارة المستوصف، حتى فوجئ بأن شكواه قد فقدت وتوقفت التحقيقات، فرفع برقية إلى وزير الصحة ولم يصله رد، ثم اتصلت به إدارة الجوازات لترحيله وطلبوا حضوره فورا، فأتاهم حاملا تقارير إثبات سلامته، ومن عندهم اتجه إلى إمارة مكة وقدم شكوى ضد المديرية الصحية، حيث يجري التحقيق فيها حاليا.