أهيم على وجهي في شوارع مدينتي الكبيرة، أفتش عن صديق لا أعرفه لأنقله إلى المكان الذي يريده مقابل بعض المال. أشعر بالرضا؛ فهذا مصدر عيشي. ما أحصل عليه بالكاد يكفي متطلبات أسرتي التي أشتاق إليها، حيث لا ألتقيها في الأسبوع إلا مرة أو مرتين، لأني عندما أعود أجدهم في نوم عميق. معاناتي الحقيقية ليست هنا فقط، وإنما من بعض الزبائن الذين أقطع بهم عشرات الكيلو مترات، وفي النهاية لا يعطونني الأجرة، ليس لأنهم لا يملكون المال، بل لأنهم اعتادوا العبث معي. مشكلة أخرى أواجهها تكمن في مضايقة بعض الشباب في الشوارع، خصوصا إذا كان الزبون امرأة؛ ما يجعلني أعيد النظر أكثر من مرة قبل أن أركبها. أما الأدهى فهو تحميلي الخطأ في أي زحام أو حادث مروري بحجة (الطمع)، ليتهم يعلمون أني أسابق الريح من أجل لقمة عيش.