يبدو أن مناخ الاستثمار السوري بدأ يتطور بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع كثيرا من المستثمرين العرب والخليجيين على وجه التحديد إلى ضخ جزء من أموالهم هناك، مستغلين التوجه الاقتصادي الجديد للحكومة السورية. وتفيد آخر الإحصاءات الصادرة من هناك بأن أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاعات غير النفطية عربية، فضلا عن أن كثيرا من رؤوس الأموال الخليجية بدأت تتجه للاستثمار في مجالات العقار والسياحة والصناعة. وتستعد هيئة الاستثمار السورية لإقامة منتدى الاستثمار الخليجي الأول تحت رعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري في قصر المؤتمرات بالعاصمة دمشق في الفترة من 13 إلى 14 إبريل المقبل بتنظيم من الشركة المتحدة للتسويق وتنظيم المعارض والمؤتمرات (UNIEXPO) بالكويت بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الحرة في سورية ومشاركة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين بدول مجلس التعاون الخليجي ورجال الأعمال السوريين المقيمين في دول الخليج العربي، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال العرب الذين يهدفون إلى الاطلاع والتعرف على الخريطة الاستثمارية السورية الجديدة التي أعلنتها هيئة الاستثمار السورية. كما سيشارك في جلسات المنتدى، الذي يقام على مدى يومين، عدد من الوزراء والمسؤولين في الهيئات والمؤسسات الحكومية السورية، وسيطرح من خلال المنتدى عدد من المشروعات الاستراتيجية الاستثمارية الكبرى ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية. وتعتبر رعاية المنتدى من قبل المهندس عطري دلالة على مدى الاهتمام والتوجهات الاستراتيجية السورية لدعم الاستثمار الخليجي وتذليل كافة المعوقات التي قد تواجه المستثمر الخليجي في سورية بهدف اجتذاب المجموعات الاستثمارية العربية لتنفيذ استثمارات جديدة تخدم المستثمر وتخدم الاقتصاد السوري بجانب تسارع عملية الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها الحكومة السورية خلال السنوات الأخيرة التي عززتها بعدد من القوانين والتشريعات الجديدة للمستثمرين العرب والأجانب. وأبدى عدد من الشركات والمجموعات الاستثمارية والمستثمرين الأفراد من دول مجلس التعاون الخليجي رغبتها في المشاركة في المنتدى، خاصة أن سورية بلد بكر ويتمتع بمزايا عدة ومناخ استثماري جيد واقتصاد مستقر ومعدل نمو يعتبر جيدا بنحو 6 في المئة مقارنة مع دول أخرى في المنطقة.