تصور أن أحدهم التقى بك في مكان ما، أو كان على اتصال معك بإحدى وسائل الاتصال المختلفة، وطلب منك أن تشرح له الإسلام في غضون نصف ساعة؛ فهل تستطيع ذلك؟! سؤال طرحه علي الطنطاوي من قبل، ولأهميته أعدت طرحه على بعضهم؛ فأجابوا باستحالة ذلك؛ فالعقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، والتوحيد،... من أساسيات الدين، وكثيرا ما شابت عوارض دارسيها قبل أن يلموا بها؛ فكيف يتم شرحها في دقائق؟ وأنا أعلق على هؤلاء فأقول: ألم يكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يشرح الدين الإسلامي للسائلين في وقت وجيز، ليس هذا وحسب، بل يقنعهم بأنه دين الحق، فالأعرابي يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أمي لا يعرف من الإسلام إلا اسمه، وما هي إلا جلسة واحدة، فيكون بإذن الله من المسلمين، وصناديد الكفر على ما في قلوبهم من غل على النبي وعلى دينه، في جلسة واحدة تهتز كثير من قناعاتهم وإن كابروا، ولم يسلموا. نحن نفتقد معرفة أسس ما ندعو إليه، والكيفية التي ندعو بها، نفتقر إلى المنهج البسيط الذي كان يستخدمه النبي في الدعوة، وفي ظني.. أنه لو تأتى هذا النهج لكثير من الشباب، لوجدتهم دعاة، ولرأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا!