كانوا يقولون: قف للمعلم. الآن لا أحد يعبأ بنا معاشر المعلمين، حتى الطالب (اللي لسا ما طلع من البيضة)، أصبح يعرف أننا أصبحنا كالحليب منزوع الدسم. الضرب ممنوع. الصراخ ممنوع. (بهذلونا) بنظرياتهم الخنفشارية، التي لم يستشرونا قبل تطبيقها. 25 سنة مرت وما زلت أحتفظ للسيدة (مصلحة) بكامل الاحترام، ما زلت أعتقد أنها المربي الأفضل، كم خرّجت أجيالا (ومشتهم على الصراط). (مصلحة) هي عصا أستاذ عبود، مدرِّسي في الصف الثالث الابتدائي، كان يحملها في يده دائما ويتباهى بها. لم يشتك أحد في تلك الفترة. كان أبي يقول للأستاذ عبود: "لك اللحم ولي العظم"، وكان يجيبه ضاحكا: "وما لك إلا ولد يقرا". الآن أجزم بأنني متعلم جيد، وقبل ذلك تلقيت تربية على النمط القديم. أنا معلم الآن، أخذت دور أستاذي الذي أكنّ له كل الاحترام، وأشعر بأن له فضلا عليّ. صدقوني أحزن كثيرا على الطلبة الذين لم يقدَّر لهم أن يلتقوا ب(مصلحة).