بصراحة لم يعد الوضع يحتمل مزيدا من الصمت؛ لذا نقدم “الصراحة” مع حبوب “منع الزعل”، ولعل ما سيرد أدناه شكل من مكاشفة، وصدق، ومحبة، وعلى جميع الأصدقاء تنحية “الصحبة”، ومن يرى نفسه قادرا على بث “صبحه” فنحن بانتظاره. بدون زعل “جيل الثمانينيات”، “مرحلة الثمانينيات”، “شعراء الثمانينيات”، وجمل توحي بأنه ليس بمقدورنا تجاوز رقم “8”، لما بعده، وثمة صوت يعلو “ما في البلد غير هالولد”؛ حيث إن شعراء تلك المرحلة ما زالت تجاربهم متجذرة في ذهنية الشعر المحكي، إلا أنه من الواجب عدم إغفال مرحلة بداية التسعينيات حتى منتصفها، وتجارب كثيرة حافلة وفارهة وجميلة، (عبدالمحسن بن سعيد، ضيدان بن قضعان، علي بن حمري، رشيد الدهام، هلال المطيري، متعب التركي، سعد الحريص) وغيرهم كثر، ولكن ثمة شخصا أغلق الباب خلفه وجعل الشعر منذ تلك المرحلة في انتظار بواب يمنح (القفل) لرغبة المفاتيح دون جدوى حتى هذه الساعة. من هنا وهناك القفل هنا: شروط الشعر الصحيح، والمفاتيح: نبوغه وتجديده، وهذا ما لم ينطبق على أحد بعد مرحلة الثمانينيات، إلى منتصف التسعينيات؛ لذا لا نستغرب ونحن نرصد الشعر في هذه الأيام أن نجد أسماء عدة، كانت (تفحط) للنشر والحضور في ذلك الزمان، بدأت تتصدر المشهد، حيث ما زالت تحمل شيئا من رحيق تلك الفترة قد يميزها حين تمر في هذا الوقت؛ فهناك أنموذج لشاعر ينشر منذ سنوات، وجماهيره جماهير “مجلس”! وأحدهم (يتفلسف) حول القصيدة وموضوعها وقوة المعنى والبناء، وهو منذ سنوات لم يستطع تجاوز شكل قصيدته الذي بات يتكرر. شعراء هذا الوقت سواء من هم (تحت) ال30 أو (فوقها)، تماهت نصوصهم مع خليط من مراحل سابقة وحالية، دون خوض محاولة التجريب و(التنبيش) في أصل الشعر كي نلمح تطورا أو ما يستحق (الذكر). نستثني من ذلك قلة قليلة! لذا لا نأسف على حال الشعر والشعراء، حين يتوجه للمنتديات والفضاء الذي يقع كثيرا في أزمة “ضيف”. شعر قليل ولعل قلة من شعراء هذا الوقت من (منظوري الشخصي)، استطاعوا أن يراودوا باب التجارب السابقة ويفتحوه بموهبة عالية، وشعرية مبلولة بنهوض، منذ ذلك التاريخ حتى الآن؛ كي يكملوا مسيرة شعر (صح)، بخطوات خاصة وملامح لا تشبه سواهم، مع احترامي الشديد (لأصدقائي الشعراء) من غير تلك القلة، خاصة أن هذه القلة راوغت وحاولت، وتباينت نصوصها خلال السنوات الخمس الماضية، حتى وصلت لقناعة (الشكل)، عكس الذين (خافوا) من التجريب وأسموه (ضعفا) أو (مو حلو)؛ لعدم توافر أدوات الشعر الحقيقية لديهم. كما أن الجميل في هذه القلة أن المتابع لا يمكن أن يفرز من تجاربها ما يعجبه، دون الاطلاع على كامل تصاعدها وتجريبها؛ حيث إن أهل هذه القلة ليسوا بشعراء القصيدة الواحدة أو القصيدتين بل هم شعراء (تجربة)، في المقابل ما زالت ذائقتي حين ترغب في مجاملة (صديق شاعر) من غير المذكورين، تنتقي نصا أو آخر مع إهمال مقصود لباقي نصوصه؛ إذن من يستطيع أن يكون شاعرا (بالكل) وليس (بالتجزئة)؛ فغير هؤلاء القلة من الشعراء في هذا الوقت وما قبله بسنوات، شعراء قصائد موسمية أو شعراء مناسبات (مدح، هجاء، سياسة) ليس إلا! (مو مهم) لعل القادم يحمل لنا نماذج شعرية جادة، ويترك شعراء (هاليومين الكثار) سعيهم خلف النشر والتواجد رغم (صدمات) عدم الاكتراث بنتاجهم، ولعل من أسقطنا عليهم من تلك القلة “التي تكتب الشعر للشعر” يتقدمون خطوة نحو الإعلام بشكل يكثف شيوع الشعر ويغير نمط تلقيه (ويعملوا فينا خير).