لم ينظر الشاب باسم القاسم إلى هوايته في مزج العطور وابتكار روائح جديدة، على ﺃنها مجرد هواية محددة بإطار زمني معين، ﺃو ﺃنها مجرد عمل هامشي يقضي فيه وقت فراغه، بل سارع حالما ﺃدرك ﺃن الهواية والمقدرة العطرية متوافرة لديه إلى تنمية إمكانياته، فواصل العمل على خلطات العطور واستشار فيها دائرته المقربة من الأصدقاء والأقارب ووجد تشجيعا لم يكن دافعه المجاملة، بل الإتقان الفعلي في الصناعة. وعندها قرر القاسم القيام بجولة عالمية نحو مواطن العطور في ﺃوروبا والتقى كبار منتجي العطور وامتلك تصورا كاملا عن هذه الصناعة وكيفية ربطها بالاستثمار الربحي، وعاد عليه كل ذلك بابتكارات وﺃفكار جديدة، كان لها دور كبير في عالم صناعة العطور، حتى إن شركة متاجر (هارفي نيكلز) الشهيرة المتخصصة في خطوط الموضة والأزياء والعطورات، منحت الشركة التي ﺃنشأها القاسم في هذا المجال التي ﺃطلق عليها الأحرف الأولى لاسمه اسم تصنيفا ضمن ماركاتها العالمية واسعة الانتشار، وبررت ذلك بكون العائدة للقاسم تتمتع منتجات بالتواؤم مع المعايير الخاصة لهارفي نيكلز في جودة ومضمون المنتج. وقابلت "شمس" الشاب باسم القاسم في لقاء خاص، ﺃوضح فيه ﺃن الفكرة بدﺃت لديه منذ خمس سنوات حيث كان يعد خلطات العطور، ومن ثم واصل جولاته لمدة عامين في ﺃوروبا وﺃمريكا زار خلالها مصانع عطور كثيرة، وقال إنه لم يتخصص ﺃكاديميا في صناعة العطور بل في إدارة الأعمال وهو ما مكنه من استثمار هوايته تجاريا. وﺃشار القاسم إلى ﺃنه ﺃول من ابتكر نظام المعمل الصغير الذي يستطيع فيه الزبائن إجراء تجاربهم ومزج عطورهم الخاصة بإرشاد من متخصصين، وﺃكد ﺃن شركته للعطور تتميز بأربع ميزات عن غيرها، فأولا يمكن للزبون ﺃن يصنع عطره بنفسه ويمزج ويخلط حتى يصل للرائحة والتركيز الذي يبحث عنهما، ثانيا ﺃن تركيزات العطور لديهم تختلف عن غيرهم لوجود معايير شديدة فيما يتعلق بقوة التركيز، ثالثا ﺃن عطوراتهم تحفظ في قنينات خاصة من الكريستال تضمن عدم تغير الرائحة، كما يمكن من خلالها كتابة عبارات معينة على الزجاجة عند نية الإهداء. رابعا ﺃن جميع المواد العطرية لديهم تحفظ في برادات معدة لهذا الغرض ما يعني عطورا ﺃزكى في الرائحة ولا تتأثر بالظروف المحيطة. وقال القاسم إنه لم يسلم من تقليد منتجاته وﺃفكاره، لكنه عاد للتأكيد بثقة على ﺃن الزبون الجيد يستطيع ﺃن يعرف الفرق.