عندما يتباكى الآخرون على السعودة، وهم يشاهدون تلك الطوابير الطويلة من خريجي الجامعات، والثانوية العامة وكليات التقنية، وتجد آلاف الأجانب يشغلون كل الوظائف في المصانع والشركات والدوائر الحكومية والوزارات والمستشفيات الحكومية والخاصة، والمستوصفات الأهلية، ومكاتب تأجير السيارات ومكاتب السفر ومخازن الأدوية وشركات السيارات وقطع الغيار، وحقيقة أننا نتحسر أن يجلس ابن الوطن على الأرصفة يلعب الكرة أو تقتاده الشيشة للمقاهي، ويضرب أخماسا بأسداس بسبب البطالة، وهذا المسؤول لا شيء يعنيه لأن أولاده يتقلدون مناصب عليا وكذلك بناته وأقاربه. أما هؤلاء المواطنون فبعضهم الله أعلم بظروف والديه، يحاول ليلا ونهارا، لكنه لا يفلح.. وهناك الكثير من دول العالم التي تحترم مواطنيها مثل فرنسا التي تخصص 500 دولار لكل عاطل حتى يجد وظيفة مناسبة، وهاهي ألمانياالغربية أخيرا تعطي كل رب عائلة 100 يورو، وحكومتنا الرشيدة، أثابها الله، تقدم معونات عن طريق الضمان الاجتماعي للمحتاجين، ولكن العاطلين عن العمل خصوصا إن كانوا من الشباب لن يقبلوا بتلك المعونات لفترة طويلة، وكل حلمهم تكوين الذات والانخراط في الحياة الاجتماعية، بإيجاد ما يتناسب له مع مؤهله. ولكن..!