حكاية لا تزال عالقة في ذهني، لا أعرف من أين استقيتها، لكني ما أنفك أذكرها من وقت لآخر؛ لما فيه من فائدة، يقول راويها: إن هناك رجلا اسمه (مفرح) ناجحا بكل المقاييس، في أسرته، في عمله، في علاقته الاجتماعية، وحين سئل عن سبب نجاحاته المتتالية عزا ذلك إلى أبيه، وفي ذات الحي كان (متعب) رجلا فقير الحال، فاشلا في زواجه، واقعا في شراك المخدرات، لا يحظى بعلاقات جيدة، وحين طرح عليه ذات السؤال الذي قيل لمفرح آنفا، ذكر أن أباه سبب تعاسته. المدهش في هذه القصة – أيها السادة – أن (مفرح ومتعب) توأمان، ولدا لأب مدمن، فقير الحال، لا يحظى بقبول اجتماعي، خريج سجون، تختصر شخصيته في عبارة :(الحاجة اللي على باله يسويها)، وكلاهما عاش في نفس البيئة، وذات التجربة المريرة مع هذا الوالد، ولكن الأول اتعظ بما حل بأبيهما، وجعل من المحنة منحة، بعكس الثاني الذي رأى أنه ضحية، وسلم بذلك مرددا (من شابه أباه فما ظلم!)، وفي اعتقادي أن ما كان من الرجلين يكشف سر النجاح؛ فالفرق بين الناجحين والفاشلين في أي زمان ومكان ليست البيئة التي عاشوا فيها، ولكنها الطريقة التي نظروا بها إلى الأشياء من حولهم!