اتجهت غالبية الشركات السعودية في القطاع الخاص إلى توظيف الشباب في المناصب الإدارية والتنفيذية، على غرار ماعملت به كبريات الشركات العالمية، وذلك لما فيه من أثر إيجابي في نمو هذه الشركات، التي وجدت في جيل الشباب الحماس والاندفاع نحو التطوير، وهذا ما لحظته في قائمة أسرع 100 شركة سعودية نموا، التي أعلنت قائمتها أخيرا في منتدى التنافسية بالرياض، ولو نظرنا في أصحاب هذه الشركات والعاملين في مجالس إدارتها نجد أن 90 في المئة هم من جيل الشباب الذين أثبتوا أنهم على قدر من المسؤولية وأن بإمكانهم النهوض بسوق العمل السعودية ليحتل مكانته بين أسواق العالم، وذلك يقودنا إلى أن نعيد النظر في الجانب الآخر والمكمل لهذه الشركات؛ ففي القطاعات الحكومية نجد أن هنالك صراعا ما بين الأجيال لإثبات فاعلية كل جيل بالنهوض بهذه القطاعات نحو المستوى المأمول؛ لذا نجد أن التسلسل الوظيفي في القطاعات الحكومية مربوط بتسلسل الأجيال، ومن زاوية واقعية نستطيع القول بأن كل جيل مكمل للآخر؛ فلا يمكن تهميش فاعلية الشباب في عملية التطوير السريعة، وفي نفس الوقت لا يمكننا الاستغناء عن خبرة السنين التي صنعتها أيام العمل في الأجيال السابقة؛ فعملية المزج بين الأجيال يجب أن تكون بطريقة احترافية دون التنازل عن أحدهما، والكثير من القدرات الشابة لديها الطموح وبدواخلهم موهبة صناعة الأفكار، لكن ينقصهم الدعم من أجل الانطلاق نحو مسلسل النجاح الذي يبدأ مع إشراقة كل فكرة طموحة من شأنها وضع بصمة على خارطة سوق العمل السعودية، التي تملك جميع مقومات النجاح؛ فهنيئا لتلكَ الشركات التي استطاعت أن تنمو بالشباب.