عندما تشاهد أولئك النسوة الإفريقيات وهن يبعن الفاكهة والخضراوات في أحياء متعددة من جدة، تجول في خاطرك كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، فتخزين البضائع يتم في غرف مهجورة بعيدة عن أعين الرقيب في مشهد ظل يتكرر في أحياء كثيرة مثل: (باب شريف وباب مكة وغليل والسبيل والكرنتينة)، وهناك من يبيع الأطعمة الملوثة، وتأخذك الدهشة أكثر وأنت تتجول داخل المطاعم عندما تتيقن أنها تفتقر لأدنى الشروط الصحية، وتتألم أكثر عندما تشاهد الفئران والصراصير داخل تلك المطاعم. وهنا يتبادر إلى الذهن عدد من الأسئلة المهمة التي لن يجيب عنها إلا أمين مدينة جدة وهي: هل لديكم جهاز رقابة غذائية كما هو معمول به في جميع دول العالم المتحضر؟ ولماذا غابت أمانة جدة عن هذه المشاهد المألوفة؟ لماذا لا يتم تشديد الرقابة؟ أين الحملات التفتيشية في المطاعم الشعبية؟ هل هناك ضوابط وشروط لتحضير الوجبات في المطابخ الشعبية؟ هل هناك اشتراطات صحية خاصة بمطابخ الولائم مدونة في كتيبات موزعة على أصحاب المطاعم والمسالخ؟ وأختم بالقول: "الكل يتحدث عن الرقابة الصحية وغيابها في جدة، والكل يتحدث عن أن كلا يغني على ليلاه طالما أن الأمانة لا تكلف موظفيها بزيارة أحياء جنوبجدة".