"لم يعد البحر ملاذ القراصنة الوحيد الذي يكمنون فيه، ويشنون في أرجائه غاراتهم الشرسة، فقد وفرت لهم التقنية الحديثة محيطا يغمر الكرة الأرضية جمعا ء؛ ليهيئ لهم ميد ا نا فسيحا يقيمون فيه معارك لا تقل ضراوة عن غزوات أسلافهم"! . بهذه العبارات وصف أحمد خلف الهاكرز، ويرى أنهم يتعاملون مع الأمور بسلبية،: "حتى إن حاول بعضهم تبرير ذلك بأهداف سامية، فالتخريب والتدمير - برأيي -لا يمكن أن يكون سلوكا حضاريا البتة، ثم إن هؤلاء حين يرتكبون مثل هذه الاختراقات، هم بالمقابل يثيرون حفيظة الآخرين ليقوموا بأعمال تخريبية مشابهة"، ويعدد أحمد خلف المواقع التي تم اختراقها ويرى أن هؤلاء الهكر (المسالمين) كانوا سببا غير مباشر فيها. ويستشهد أحمد بما كان من الهاكرز السعوديين ضد الإيرانيين في عيد الفطر الماضي: "توالت الهجمات بين الطرفين حتى وصل الهجوم الإيراني إلى مواقع رموز سعودية كالشيخ ابن باز وموقع الدكتور عائض القرني وموقع العربية 09 و موقعا آخر، وكان ذلك ردا على ما قام به هؤلاء من اختراقات لمواقع إيرانية". ويحمل إسماعيل القحطاني صورة سلبية لا يخفيها عن هؤلاء، منكرا في الوقت ذاته أن يكون هناك هاكرز لهم أهداف إيجابية: "لا نعرف من هؤلاء الهاكرز إلا أنهم يدمرون المواقع، ولم أسمع عنهم أنهم قاموا بعمل إيجابي"، و يستشهد القحطا ني بما حدث في عدد من المواقع: "أي جانب إيجابي في اختراق موقع الأديب الجهيمان الذي حدث قبل أيام، أو بمواقع حكومية كالتلفزيون السعودي، وإدارات التعليم في حائل، وعسير، وسراة عبيدة، مرورا بمواقع صحافية كجريدة المدينة، والوئام الإخباري، وجريدة سبق الإلكترونية، والصحافي العربي، ولمواقع نابهة الذكر تهاوت أسوارها أمام هؤلاء المدمرين؟ ، فكانت غنيمة باردة للغزاة يعيثون فيها فسادا كيفما شاؤوا، بل حتى الإيميلات الشخصية لم تسلم من عبث هؤلاء". "قمت بهذه الأعمال انتصارا للنبي، وذبا عن عرضه الشريف". بهذه الكلمات برر فهد العتيبي ما قام به من اختراقات تجاوزت ال71 موقعا، لعل من أشهرها موقع (جيلان بوستن)، وقريبا من هذه الحجة أدلى ريان الشمري، وصاحبه (نيتروجين الهاكر) قائلين: "ما نقوم به نحن ومجموعة (قراصنة حائل) إنما هو لأجل محاربة الفساد، والقضاء على من يحارب الدين، ويسب الرسول - صلى اللّه عليه وسلم "-. ويبدو أن المسرح لم يقتصر على فئة الذكور بل زاحمهم – أيضا - الجنس الناعم فهذه رزان بنت عبداللّه (طالبة المرحلة الثانوية) تدلي بدلوها قائلة: "استطعت أن أخترق 30 موقعا دنمركيا أساءت بحق النبي، وعشرة مواقع إباحية". لم يتجاوز محمد العتيبي 24 عاما (، ومع هذا يعد من أبرز الهاكرز في السعودية،: بدأت في تعلّم الاختراق منذ أن كان عمري 15 عاما، وهذا الوقت الطويل مكنني لأن أكون محترفا في الاختراقات "، وعن الطريقة التي تعلم عن طريقها) الهاكر (يضيف": تعملت من المواقع العربية والأجنبية ذات العلاقة، وأمضيت على متابعتها مدة تقارب الثلاث سنوات، وبعد ذلك قمت بالتطبيق على سيرفري الشخصي، وتعد هذه الطريقة السائدة لدى الهاكرز "، وعن سبب اهتمامه بهذا المجال يذكر": ما دفعني إلى دخول هذا العالم، هو اهتمامي بالحماية الأمر الذي ما كان ليتم دون معرفتي بالطرف الآخر) المدمرين، وبناء على هذا فأنا أقوم بتنبيه أصحاب المواقع ذات الثغرات وحماية مواقعهم، وهذا الدور الذي أقوم به، مع زملائي ساهم في رفع نسبة الحماية لهذه المواقع مقارنة بحالها قبل خمس أوست سنوات". وعن رضاهم بما يقومون به من تجاهل أعمال، يضيف أبو نجم (هاكر ": ) نحن فخورون بما نقوم على الرغم من ا ستيا ءا لكثير مما نقوم به، الذين يصفوننا بمدمري المواقع، والمتطفلين على أجهزة الآخرين الأمر الذي لا يعكس الدور الذي نقوم به"، وعن السبب في إيجاد هذه النظرة القاصرة – بحسب رأيه – يقول: "الإعلام هو السبب فهو لا يظهر إلا من يقومون بالأعمال التخريبية فقط"! ، وعن دورهم إزاء هذه الحملة المشوهة للهاكر، قال: "ما وجدناه من تجاهل من الإعلام بشتى أنواعه دفعنا إلى الاعتماد على أنفسنا والعمل على تصحيح النظرة من خلال عمل تحالف باسم (الرد الأخير) مع (حرس الحدود وعرب سيرفس وترياق)، وهذه الرابطة قامت بعمل دستور يحفظ حق أصحاب المواقع العربية من الاختراق، فعند اختراق أي هاكر لموقع عربي بدون سبب وجيه، يستطيع صاحب الموقع مراسلتنا؛ لنقوم بطرده من منتدياتنا التي يرتادها غالبية الهاكرز؛ لأهمية مابها من معلومات متجددة".