تعد خدمة الإنترنت من التقنيات الحديثة وبشكل متدرج، فلو نظرنا في السنوات الماضية، لوجدنا أن مصطلح الإنترنت كان نادرا أن يسمع في مجالسنا وفي بيوتنا، أو حتى في أعمالنا كان شبه غائب عند الأغلبية، ولا تتوافر هذه الخدمة إلا عند الطبقة الراقية والأثرياء، فتطورت الحال إلى أن وصلت الإنترنت عن طريق خط الهاتف الثابت، فانتشرت بشكل متوسط واستمرت قرابة ثلاث سنوات إلى أن جاءت خدمة الدي إس إل وانتشرت بصورة تفوق المعتاد وبشكل كبير، ولم تمض سنتان حتى تطور الوضع إلى أن جاء جهاز الكونكت بالحجم الصغير والتكلفة القليلة، لكن الموضوع ليس عن عدد المراحل التي مرت بها هذه التقنية، بل هل استخدمنا الإنترنت في المجال الذي صنعت له؟ طبعا هذا السؤال صعب، ولكي نجيب عنه نحتاج إلى دراسة منطقية وعلمية تحتاج إلى جهد ووقت، لكن الشارع قد يكون عمودا قويا من ضمن الأعمدة التي ترتكز عليها هذه البحوث والدراسات، طبعا الشارع يعكس أوضاع السكان، يعني أن الشارع هو مرآة المجتمع الذي يعيش فيه السكان، فلو خصصنا أو أمعنا النظر في شريحة الشباب لوجدنا أنهم قلبوا مفهوم الإنترنت إلى "الطرطرنت"، وهي استخدام الإنترنت لساعات طويلة وبشكل إدمان على مواقع الشات والطرب والبريد والغرفة الخاصة للتعرف والمشاركة في المنتديات، إضافة إلى المواقع المحجوبة من مواقع إباحية وغيرها،