إذا طال الوقت، وزادت فيه ﺃوقات الفراغ فحتما سيفقد الإنسان ثقته بنفسه، ويعلم ﺃن وجوده من عدمه سواء، وبالطبع بمجرد المرور بهذا الإحساس سيكون الإنسان في مرحلة متدنية جدا، مرحلة يأس وقنوط، ومع العلم ﺃن الفراغ هو بوابة لكل شر، بل إنه بوابة كبيرة ومتعددة المداخل بكل ما يتعلق بالشر، وﺃقصد بالشر هنا كل ما يتضمنه ﺃو ما ينتج عنه من مشاكل نفسية، كما ذكرت، مثل الاكتئاب والقلق والخوف، بل وربما تطورت الحالة إلى ﺃن تصل، لا قدر، اﷲ إلى الانتحار، إلا ﺃن الثقة بالنفس غير موجودة، وحتى المشاكل الاجتماعية من قضايا ﺃخلاقية، وسلوكية من شرب للخمر وتعاطي المخدرات وفعل جميع ما حرم، اﷲ وربما تصل إلى قضايا خطيرة مثل السرقة والاختطاف، وربما تدخل في شروع بالقتل ﺃو القتل المتعمد، ﺃو ربما يغرر به ما ينتج عنه الانتماء لخلايا إرهابية، وكل ذلك يدخل تحت اسم القضايا الجنائية. الفراغ موضوع كبير ويتطلﺐ منا الاهتمام، فالفراغ جملة، ﺃو عبارة مغلفة بطبقة سهلة وجميلة غير مخيفة لكي يعتقد الناس ﺃنها فعلا مريحة لكنها مبطنة بحفر وفجوات كبيرة، فمن دخل إليه سقط في إحدى تلك الحفر ونتج ما نتج، وﺃحﺐ ﺃن ﺃختم بمقولة كثيرا ما سمعناها ولكن قليلا ما فهمناها ﺃو تدبرنا معناها؛ مقولة مفيدة تضم جميع ما كتﺐ عن الفراغ وما سيكتﺐ في المستقبل؛ لذلك نحرص على قراءة هذه المقولة بحضور القلﺐ والعقل وهي "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".