بعد مرور عدة ﺃعوام من الزواج، كوّن خلالها ﺃبو عبداﷲ منزلا وﺃسرة مؤلفة من الزوجة والأبناء إذا بوالد زوجته يأتي إليه المنزل، وعلى محياه ﺃمارة الغضﺐ جلية، حاول ﺃن يطفئ ما به، ولكن ما إن رﺃى تعنته وحدته التي جعلته في حالة استعداد لأمر جلل، ﺃيقن ﺃنه ﺃما الشاب ﺃحمد فأثناء دراسته البكالوريوس في يقول ما لا يفعل الخارج تعرف على ﺃحد المبتعثين لنيل الدكتوراه، و نشأ ت بينهما علا قة وطيدة، وبعد ﺃن عادا إلى الرياض قرر ﺃن يذهﺐ برفقة ﺃسرته إلى منزل صد يقه ا لد كتو ر لخطبة ابنته، وهناك فوجئ ﺃحمد وﺃسرته بردة فعل والدها: "لقد ر فضني، و ليته لم يعلل سبﺐ الرفض؛ فقد قام وﺃثر الانفعال عليه باديا ليقول بعدم تكافؤ النسﺐ فيما بيننا! الغريﺐ ﺃنني كنت ﺃسمع منه ﺃثناء دراستنا في الخارج عبارات المساواة، ومدحه لها، ونبذه العنصرية، ولكن ما إن عاد حتى عاد إلى ذات الأفكار التي يعيشها المجتمع". عادة جاهلية وتذكر خديجة داري (اختصاصية اجتماعية) ﺃن تكافؤ النسﺐ عادة قبلية قديمة من عادات الجاهلية "ليس من الخطأ ﺃن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه، ولكن الخطأ ﺃن يعتقد ﺃن ذلك هو معيار التفاضل والتكافؤ بين ا لبشر، و يتخذ ذ لك سببا في التعالي والتكبر و تصنيف عبا د ا ﷲ إ لى فئات وطبقات". وتضيف داري قائلة: "لا ﺃعتقد ﺃن هناك دليلا واحدا في الشريعة الإسلامية ينص على ﺃن الكفاءة في النسﺐ شرط في جواز النكاح، وهذه النظرة الجاهلية التعسفية ا لممقو تة ﺃ لغت سما حة الإسلام ويسره في الترابط الأسري والتكاثر الجنسي، وﺃدت إلى تشتت وتفكك ﺃسر، وهذا ما هو إلا الجهل بعينه؛ فقد قال الرسول صلى ا ﷲ عليه و سلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". ولم يشترط هنا تكافؤ النسﺐ، وهذا التعسف عواقبه وخيمة جدا وتأثيره قوي على المدى البعيد إن لم نسارع في اقتلاع جذوره من ﺃعماق المجتمع؛ فكم من ﺃسرة متكافئة في النسﺐ من ﺃبناء العم ونجد الفرقة والطلاق حدث بينهم؛ فالسعادة في الداخل بالحﺐ والألفة والمودة والاحترام والالتزام بشرعنا وديننا الإسلامي، هذا هو طريق السعادة". مشيرة إلى ﺃن قضايا النسﺐ التي انتشرت ﺃخيرا وطرحت بشكل يسيء إلى الدين الإسلامي فتحت الباب على مصر ا عيه للخو ض في ﺃمور كانت بعيدة عن الواقع ﺃو بالأحرى لم تظهر للإعلام، ﺃي ﺃنها كانت(خلف الكواليس)، فالبصير الواعي يعي ﺃن ذلك الأمر مرفوض، والجاهل المتغابي يؤيده وهو غير راض، وهنا مدخل للنفس الإنسانية ﺃن تعي وتدرك ﺃن اﷲ سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا وﺃن المنهج الرباني وضح لنا ما هو صالح للحياة فإذا سرنا على نهجه وﺃقمنا حدوده وبعدنا عما ينافي الشرع فإ ننا ننعم با لا ستقر ا ر الأسري والسعادة الدائمة؛ فالعودو إلى الدين نبراس ينير دروبنا ويوازن خطانا في الحياة.