خمس سنوات ونصف السنة ﺃمضتها شعفة سعيد القحطاني خلف قضبان سجن ﺃبها العام للنساء، التي تنتظر تنفيذ حكم القصاص في قضية قتل دفعت ثمنها غاليا. اليوم ﺃكملت شعفة سنتها ال75؛ ما يجعلها ﺃكبر سجينة سعودية. لكن سنوات السجن العصيبة لم تمض سدى بالنسبة إلى ا لمسنة ا لتي ختمت حفظ القرآن الكريم، وفقا لنايلة عسيري المشرفة على سجن ﺃبها للنساء: "منذ ﺃن ﺃودعت السجن في 10 شوال 1424 ه وهي تمضي وقتها في حفظ القرآن الكريم. وهي الآن تتعلم الكتابة والقراءة". وعن يومياتها في السجن تقول المشرفة: "إنها محتسبة وصابرة ودائمة الصيام. ﺃشعر كثيرا بالتعاطف معها، وآمل من ﺃهل الدم العفو عنها؛ فهي تعيش ﺃيامها الأخيرة. وﺃتمنى ﺃن يبدلها اﷲ خيرا، وﺃن يعيدها إلى حضن ﺃبنائها". عن ظروف الجريمة التي ارتكبتها تقول شعفة التي اختلط حديثها بدموع الحسرة: "عشت مع زوجي وحرصت على رعاية ابنه كأحد ﺃبنائي، وبعد ﺃن تزوج كانت مشادات كلامية متتالية تحدث بيني وبين زوجته في كثير من الأحيان". لم تطل هذه المشادات كثيرا؛ ففي المرة الأخيرة تطو ر ت ا لمشا د ة ا لكلا مية إلى تشابك بالأيدي: "كانت نهايتها ﺃنني ﺃخرجت المسدس الذي ﺃحمله دائما معي بهدف حماية نفسي لأنني ﺃعيش في قرية نائية. كنت ﺃنوي إخافتها فقط بإشهار المسدس في وجهها، لكن رصاصة انطلقت من المسدس ﺃصابتها، فماتت على الفور". منذ ذلك الحين ﺃودعت شعفة سجن ﺃ بها بعد ﺃ ن صدر الحكم عليها بالقصاص عند بلوغ القصّر الذين يبلغ ﺃصغرهم ﺃربع سنوات. اليوم تحلم شعفة بأن يتم العفو عنها: "حتى لو اضطررت إلى مغادرة قريتي والحياة في ﺃي مكان"، مبينة ﺃنها تعتبر ابن زوجها "كأنه ﺃحد ﺃبنائي". وناشدت شعفة ﺃهل الخير في كل مكان التدخل لإعتاق رقبتها من حد السيف الذي تشاهده ﺃمامها كل ساعة، وطالبت ﺃهل الدم وكبار البلد بالتدخل لإنقاذ رقبتها من غلطة ارتكبتها؛ "حتى ﺃموت في ﺃحضان ﺃبنائي". من جهته، قال عبداﷲ مبارك القحطاني (ﺃكبر ﺃبناء السجينة العشرة) إن حالة والدته لا تحتمل البقاء في ا لسجن؛ "فهي طا عنة في السن (تجاوز عمرها 75 عاما) وتقبع حزينة خلف القضبان في سجن ﺃبها العام، لكنها مؤمنة بقضاء اﷲ وقدره، كما ﺃنها تعاني الأمراض وتأنيﺐ الضمير وكبر السن"، مناشدا كل من يستطيع الوقوف إلى جانﺐ والدته السعي إلى الصلح لوجه اﷲ تعالى، لافتا إلى ﺃن والدته "تعاني بعض الأمراض النفسية والصحية، كما ﺃن والديها طاعنان في السن، تجاوز عمراهما 100 سنة، ويعانيان الأمراض والهرم وعدم القدرة على الحركة".