يؤكد الدكتور مالك الأحمد ﺃن الإعلام لا يمكن ﺃن يصنع شخصا يفتقد القدرات الضرورية والمعيارية ليكون داعية نجما؛ فالقدرات الشخصية لا بد ﺃن تكون حاضرة؛ ومن ثم يأتي دور الإعلام في صقل هذه الشخصية، ويعطي فرصة كبيرة لصاحﺐ الموهبة الأساسية ليوصله إلى جمهور يصعﺐ الوصول إليه، وﺃضاف: "كمثال بسيط، عمرو خالد لم يكن شخصا عاديا؛ لأنه جاء من الشارع المصري، وهو يملك شعبية هائلة في ﺃوساط القاهريين، علما بأنه كان يعقد درسا داخل القاهرة، فلما اكتظ به المسجد انتقل إلى منطقة (6 ﺃكتوبر) وهي خارج القاهرة، ونتكلم عن ساعة معينة تكون فيها محاضرته، حتى ﺃن الحافلات في هذه الساعة المحددة جميعها تتجه إلى (6 ﺃكتوبر)، بل هناك ﺃبعد من ذلك، الركاب لا يقولون نريد (6 ﺃكتوبر) بل نريد عمرو خالد، كان مسجده يكتظ بالآلاف؛ لذلك لا يمكن ﺃن نقول إن عمرو خالد مثلا رجل صنعه الإعلام من لا شيء، بل ﺃوصله إلى جمهور لم يكن يدور بخلده ﺃنه يصل إليهم؛ ومن ثم ﺃصبح نجما إعلاميا مشهورا". ويضيف الأحمد: "هناك نقطة مهمة هي ﺃن الإعلام لا يساعد من لا يساعد نفسه؛ فلو سلمنا بأن الإعلام صنع نجوما فإنه لا يستطيع ﺃن يفرض هؤلاء النجوم ما داموا خاوين من ناحية التجديد والابتكار ومحاولة مسايرة الواقع، ومن هنا يجﺐ ﺃن نعي ﺃن هؤلاء الدعاة الذين يمكن وصفهم بأنهم نجوم إعلاميون، بذلوا جهودا كبيرة في تهيئة ذواتهم للوصول إلى نوع من القبول لدى المشاهد العربي والمسلم، وهكذا نستطيع القول إن الإعلام لا يستطيع ﺃن يسير إلى اللحظة الأخيرة، ولكن من خلال اهتمام الداعية بذاته وتطويرها بالتأكيد سيستمر الإعلام في تقديمه إلى الناس، وبالتأكيد لم يكن الإعلام ليخدمهم ابتداء لولا ﺃنهم ساعدوا ﺃنفسهم". وفيما يتعلق بالصناعة الإعلامية قال: "الإعلام لا يصنع نجوما، بل يساعد نجوما للوصول إلى بُغية ما، وبالتأكيد ﺃن فاقد الأهلية وفاقد الإمكانات لو ﺃتيحت له 100 وسيلة إعلامية فلن يستطيع ﺃن يكون مقبولا عند الناس، ولن يكتسﺐ الجماهيرية التي يتحدث عنها البعض". وحول الظهور الإعلامي للدعاة وطلبة العلم ﺃكد الدكتور الأحمد ﺃن "هناك مشكلة، وهي ﺃن الجميع يريد ﺃن يظهر مثلا على الشاشة، الذي يصلح والذي لا يصلح، وفي رﺃيي ﺃن هذا خطأ كبير؛ فهناك من يصلح للإذاعة، وهناك من يصلح للإعلام المرئي، وهناك من يصلح للإعلام المقروء، وهكذا، ﺃما ﺃن يتهافت الجميع على الظهور الفضائي فهذا ﺃرى ﺃنه مشكلة ويجﺐ ﺃن تحل بألا يوافق على ظهور من لا يملك الأهلية، وﺃلا تكون هناك مجاملة للبعض على حساب المشاهد العادي، وﺃنا رﺃيت بعض الدعاة ممن لا يصلح ﺃلبتة لأن يكون إمام الشاشة، ولكن لأن لديه حظوة ما وعلاقات معينة، يجد من ﺃصحاب القنوات من يفتح له الأبواب". وحول عدد الدعاة الذين يشغلون حيزا في القنوات الفضائية، ﺃكد الأحمد ﺃن العدد حتى الآن غير كاف، والساحة بحاجة إلى عدد ﺃكبر من الدعاة لكي يدخلوا إلى الساحة، خاصة الدعاة الناجحين؛ لأن الدعاة ربما يكونون كثرا ولكن الناجحين منهم قلة، ويعدون على الأصابع. وانتقد الأحمد بشدة من يقول إن الداعية إذا ﺃراد ﺃن يظهر فلا بد ﺃن يقدم تنازلا معينا؛ فهؤلاء الذين يرفعون ﺃصواتهم بهذا الحديث هم معارضون للظهور ﺃصلا. ولم يخف الأحمد رﺃيه في ﺃن هناك من يكون الظهور الإعلامي، سواء الفضائي ﺃو غيره، سببا في التراجع عن بعض قناعاته الفكرية والدينية؛ ما يظهره ﺃمام الجميع كما لو ﺃنه تخلى عن قناعات كان يدافع عنها ﺃو يعتنقها. وحول ظهور الدعاة في بعض القنوات التي قد تكون مخالفة للمنهج السائد يرى الأحمد ﺃن هذا ليس تنازلا؛ لأن النبي صلى اﷲ عليه وسلم ذهﺐ إلى الكفار في سوق عكاظ، بل ذهﺐ إلى ﺃندية قريش المختلفة داعيا إلى اﷲ. الدعاة الذين لهم قبول كما وصفهم الدكتور صالح العصيمي هم من يستضيء الناس بعلمهم وتوجيههم، واعتبر الظهور في الإعلام ﺃمرا مطلوبا، خاصة ممّن يرى في نفسه كفاءة وقدرة على ذلك، وبعيدا عن اتهام النوايا بأنهم يحبون الظهور فإن خروجهم إلى الناس معلمين وموجهين هو لإشباع رغبة حﺐ الظهور؛ لأن الإعلام اليوم بحاجة إلى هؤلاء الدعاة، وربما لا ﺃذيع سرا ﺃن هناك قنوات بأكملها قائمة على دعاة ومشايخ، وهناك قنوات من التي قد لا توافق المنهج الصحيح تستحي من عدم وجود برامج دينية، فتبادر إلى دعوة هؤلاء النجوم كما يصفهم البعض؛ لأن المجتمع بشكل عام متدين؛ فهو لا يقبلهم دون دين؛ ما يحتم عليهم دعوة الدعاة للمشاركة معهم. وبخصوص رؤيته عن الدعاة النجوم يضيف: "في رﺃيي ﺃن الدعاة الذين يُطلق عليهم (نجوم) ينقسمون إلى قسمين: قسم انتقد من ﺃهل العلم والفضل، فهناك من ﺃساؤوا إلى الدعوة والدعاة؛ لأن لديهم خللا في عقائدهم ﺃو في سلوكهم ومنهجهم الدعوي، وهؤلاء قلة وﷲ الحمد، وليس من بلادنا ﺃحد منهم فيما يظهر لي، وقسم ثان وُجﱢه إليه انتقاد من قبل حسّاد ممن لا يحبون الدين ولا ﺃهله وممن قد ﺃصابتهم الغيرة فأرادوا ﺃن ينالوا من هؤلاء الدعاة بهذا الإجراء وهو الانتقاد، وهذا للأسف واقع بسبﺐ القبول الكبير الذي يجده بعض الدعاة الذين يمكن تسميتهم بالنجوم. ووجﱠه الدكتور العصيمي نصيحته إلى إخوانه الدعاة بأن يحاولوا الاهتمام بأنفسهم من ناحية العبادة ودعوة ﺃهله ومحيطه، وﺃلا يشغله الظهور الإعلامي عن بعض الواجبات العائلية التي يغفل عنها بعض الدعاة، خاصة مع الظهور المتكرر. يُذكر ﺃن عددا كبيرا من الدعاة ﺃصبحوا نجوما ومطلوبين من عدد كبير من القنوات الفضائية، ومنهم على سبيل المثال: الشيخ عائض القرني، والشيخ سلمان العودة، والشيخ محمد العريفي، والشيخ نبيل العوضي، والشيخ محمد العوضي، والشيخ مشاري العفاسي، والشيخ طارق السويدان، وغيرهم كثيرون.