عندما قرّر محسن البقمي (24 سنة) التبرع بكليته لوالده لم يكن يهمه سوى ﺃن تتكلل العملية بالنجاح، وﺃن يستعيد والده صحته، لكنه فوجئ بعد 13 ساعة في غرفة العمليات بأن كِليته استؤصلت منه، لكنها لم تكن في جسد ﺃبيه! إذ قال له ﺃطباء مستشفى القوات المسلحة بالهدا حيث ﺃجريت العملية إن "العملية فشلت بسبﺐ حصول تجلّط في الكِلية المنقولة"، دون ﺃن يقدموا ﺃسبابا ﺃو مبررات ﺃو حتى توضيحا لكيفية تجلّط الكِلية، ومَن المسؤول عن حدوث ذلك، وإذا ما كان نقص خبرة الأطباء ﺃو إهمالهم هو السبﺐ. وقال حمود البقمي (المريض الأصلي) إنه بعدما قرر وابنه إجراء عملية نقل الكِلية، ذهبا إلى المستشفى المذكور وبدآ إجراء فحوصات استمرت ﺃسبوعا، ثم ﺃعلن الأطباء ﺃن الأنسجة متطابقة، وﺃن الكِلية صالحة للنقل من الولد إلى ﺃبيه بنسبة 100 في المئة. ويروي البقمي قصته على لسانه: "دخلنا غرفة العمليات سويا، واستمرت العملية 13 ساعة، لكنني خرجتُ منها دون كلية"! ، وﺃضاف بقوله: "ذكروا لي ﺃن الكلية حصل لها تجلّط، وﺃتساءل: هل الذي قام بالعملية لا يجيد العمليات الجراحية، ﺃو ﺃن هناك قصورا ﺃو تكاسلا في العمل؟ ﺃريدهم ﺃن يقنعوني بالسبﺐ لأنهم ﺃخذوا كليتي وﺃخذوا كلية ولدي". فيما قال ابنه محسن إنه "غير مهتم بالتعويض المادي" بقدر ما يهمه تعافي والده وإصلاح الخلل الذي زاد من معاناته. وﺃضاف ﺃنه بانتظار تقرير اللجنة التي تحقق في الأمر لمعرفة كيفية التصرف حيال ذلك. وقال ابن عمه محمد البقمي، وهو من يتابع القضية إداريا، إن عمّهم المسن يرفض الآن ﺃية عملية تبرع من ﺃحد من ﺃفراد الأسرة رغم عرض عدد منهم نقل كلاهم إليه، لكنه بعد العملية الأخيرة ﺃصبح متخوفا من هذه المسألة ولا يريد الحديث بشأنها. من جانبه قال العميد إبراهيم مرداد، مدير مستشفى القوات المسلحة بالهدا في تعقيﺐ مختصر، إن إدارة المستشفى رفعت تقريرا إلى الجهات المعنية في الرياض التي بدورها شكّلت لجنة عاجلة ستصل قريبا إلى الطائف لتتولى التحقيق في القضية من كافة الجوانﺐ.