العلاقة بين الشعﺐ العماني ومصطلحي "السحر والشعوذة"، مثل ذرة رمل طارت مع هبوب الرياح وفارقت الكثبان الرملية دون رجعة، هكذا يؤكد ﺃبناء هذا الشعﺐ الذين ما ﺃن تثير معهم هذه الأسطوانة حتى يبتسموا بغرابة ويتساءلوا عن سر هذه التهمة التي التصقت بهم طويلا وباتت تؤرقهم بشكل كبير. تسمع الكثير من القصص عن علاقة الشعﺐ العماني بالسحر والشعوذة، ولكن عندما تعيش بينهم تستغرب وتتساءل عن سر هذه النظرة تجاه هذا الشعﺐ الطموح، ليس هناك ﺃي مؤشرات.. يتعاملون معك بطيبة متناهية.. تحاول ﺃن تستثيرهم بموضوع السحر يردون: "نحن نسمع مثلكم.. ولا شفنا شي". ولأن العاصمة العمانية مسقط تعيش هذه الأيام "حمى كأس الخليج" بكل تفاصيلها الصغيرة.. خرجت "شمس" إلى الشارع العماني قبل لقائهم المصيري اليوم مع المنتخﺐ القطري.. وحاولنا ﺃن نقارب بين نظرة الشباب من جهة وكبار السن من جهة ﺃخرى عن مفهومي السحر والشعوذة وعلاقتهما بالشعﺐ العماني ومدى تأثيرهما في رياضة هذه البلاد خلال الفترة الجارية: في بداية جولتنا في ﺃحد المجمعات ا لتجا ر ية ا لتقينا بخا لد ا لكلبا ني (موظف) الذي رفض بمجرد سؤاله عن نظرته تجاه السحر والشعوذة، وجود هذا المفهوم على ﺃرض الواقع، مشيرا إلى ﺃن هذه المفاهيم لا يؤمن بها إلا الجهلة وضعاف النفوس، وقال: "عمري 32 سنة ولم يحدث في حياتي ﺃي مؤشر لوجود هذا الشيء، ولم ﺃقف على ﺃي موقف تقترب نتيجته من السحر ﺃو الشعوذة". ﺃما علي اللزامي (25 سنة) فقد بدﺃ صريحا ﺃكثر من غيره عندما قال: "نعم هذه النظرة موجودة عن الشعﺐ العماني لدى الشعوب الخليجية فقط، ولا ﺃدري حقيقة ما سر هذه النظرة وتداعياتها، على الرغم من ﺃنني لم ﺃلمسها حقيقة على ﺃرض الواقع"، وتابع: "منتخبنا العماني تطور في السنوات الأخيرة، ولا داعي لإرجاع هذا التطور إلى ﺃمور ليست على ﺃرض الواقع؛ فنحن تطورنا في الكثير من مجالات الحياة وليست كرة القدم "، وشدد اللزامي على ﺃن هذه النظرة يجﺐ ﺃن تنتهي تجاه الرياضة العمانية وربطها بالسحر؛ لأن لدينا منتخبا قويا لا يخضع لمثل هذه الاعتبارات البالية". ويرى عوض العبري ﺃن المنطق والعقل يؤكدان عكس السائد في المجتمعات الخليجية؛ فلو فرضنا ﺃن المنتخﺐ العماني يتأثر بالسحر ﺃو الشعوذة لحصد جميع البطولات خاصة بطولة الخليج التي تعني لنا الكثير". ﺃما الشاب حمد الهاشمي فلديه نظرة مختلفة عن الآخرين، حيث قال: "جميع المجتمعات لا تخلو من السحر ﺃو الشعوذة، ولكن المجتمع العماني لم يعد كما كان في السابق؛ فالشباب ﺃصبح متعلما، وبدﺃت نسبة الجهل تقل بيننا وﷲ الحمد، ونحن عندما نقف ونساند منتخبنا في هذه البطولة بهذه الكثافة فلا يعني انقيادنا خلف قناعات معينة من السحر وقراءة المستقبل وغيرهما، بل نسير بدافع وطني بعيد عن هذه النظرات الغريبة". ويؤكد سليمان الحمداني (طالﺐ) ﺃ نه لا يعتر ف با لسحر و ا لشعو ذ ة وتأثيرهما في ﺃداء المنتخﺐ العماني، مشيرا إلى ﺃن ما يقدمه الأحمر من ﺃداء داخل الملعﺐ يجبر كل المتابعين على احترامه؛ فكرة القدم لا تعترف بمثل هذه الرؤى والتكهنات.