بالرغم من المستوى المبهر الذي قدمه منتخبنا في الشوط الثاني من مباراته مع المنتخﺐ الإماراتي، الذي ظهر فيه الأخضر بصورة مدهشة، إلا ﺃن قراءة واقع المنتخﺐ بشمولية واعية تقول إن مرور منتخبنا لدور الأربعة كان من الممكن ﺃن يتعثر لو مارست كرة القدم معنا بعض مشاكساتها.. المنتخﺐ لعﺐ في البطولة حتى الآن ستة ﺃشواط، ظهر فيها منتخبنا بصورة غير مقنعة ما عدا الشوط الثاني من المباراة الأخيرة، الذي ﺃعاد فيه المنتخﺐ إلينا زمن الذكريات الجميلة التي كدنا ننساها، ويجﺐ ﺃلا تنسينا فرحة التأهل لدور الأربعة (من نحن.؟ ) فالمنتخﺐ السعودي، ليس منتخبا صغيرا حتى ينثال الفرح في مدن الوطن لمجرد التأهل لدور الأربعة، ولكن نظرا إلى الظروف التي دخل فيها منتخبنا دور الخليج فإن التأهل يستحق فرحة يجﺐ ﺃلا تصرفنا عن واقع منتخبنا وظروف الذهاب لمسقط.. بكل ﺃسف، إن السيد الجوهر، له حسابات خاصة مع الإعلام، بل إن هناك مؤشرات تقول إن هذه الحسابات ربما يكون لها تأثير مباشر في قناعاته الفنية، وقد نجح الرجل فيما سبق، بالتعامل مع الإعلام عندما كان يحجم في الدخول في دوائر الجدل الإعلامي، ولكن ﺃثناء مراحل نزالات التصفيات المؤهلة لكأس العالم والمباريات الودية لبطولة الخليج، اندفع بصور غريبة إلى بؤرة الغليان الإعلامي، في حالة دفاع غير متوازن عن ذاته، وﺃعتقد ﺃن الرجل لم يوفق، وليته اكتفى بذلك، بل إنه ﺃخذ الكثير من التوتر الإعلامي معه إلى مسقط؛ ما ﺃربك فكره، وجعل قراراته تصنع في ﺃجواء مشحونة بهواجس الدفاع الشخصية التي خلطت عليه بعض الرؤى الفنية.. مشكلة الكابتن الجوهر ﺃنه دخل حفلة الزار الإعلامي المشحونة بالانفعالات وﺃصوات الطبول، فلم يستطع ﺃن يستمع لصوت النقد الهادئ؛ ما جعله يتعامل مع الواقع المشحون الذي دخل فيه بلا استعدادات نفسية ومهنية بتوتر غير معهود، وهو الرجل الذي عرف عنه الهدوء والتروي، وكاد منتخبنا يدفع الثمن باهظا، ولكن تدخل سمو الأمير سلطان بن فهد، وضع الأمور في نصابها وﺃعاد تصحيح المسار قبل الانهيار.. لدينا مشكلة إعلامية كبيرة، ﺃصبحت في السنوات الأخيرة تخلط بين الانتماءات الضيقة والمنطلقات الوطنية بصورة مزعجة. وبكل ﺃسف، إن السيد الجوهر دخل اللعبة وهو يعاني ثغرات دفاعية كبيرة؛ لذا يجﺐ على الجميع ﺃن يقف خلف المنتخﺐ حتى تنتهي رحلة المرور الصعﺐ إلى منصة ذهﺐ الخليج، وبعد ذلك يمكن ترتيﺐ المشهد بعقلانية.