في زمن اللامبالاة يمكنك ﺃن تكون ساديا كما تشاء، وحدها الرغبة المجنونة تفشت في داخلك لتصنع منك رجلا فقد توازنه، خرق نظام الحياة، وﺃخذ لرغبته فهمها كما تشاء. من يدري إلى ﺃين وصل بك الحال، ومن يدري ﺃكنت على صواب ﺃم على خطأ؟ على الأقل ﺃنك على صواب في نظرك، وما عدا ذلك فليس واردا في مخيلتك، ﺃما نحن فآراؤنا متضاربة حولك، ﺃحدهم يقول إنك على صواب، وآخر يفند ﺃقواله، هنا شريحة قليلة من الناس الذين يؤيدون ﺃفكارك السادية، ربما من ﺃجل المادة ﺃم ﺃنك تغدق عليهم نعمتك، فينصروا رغبتك ويفسحوا لك الطريق، وهناك آخرون وقفوا في وجهك مستنكرين، وآخرون وآخرون وآخرون؛ كل على حسﺐ طبقته الدنيوية تلك لا تأبه، لا يقف في وجهك شيء ﺃنت ماض قدما، لن تنهزم مهما كان، ﺃو مهما واجهتك العواقﺐ، طالما ﺃنت تمتلك النفوذ والمادة يمكنك ﺃن تفعل ما تشاء ووقت ما تشاء، لن تخشى ﺃحدا ﺃبدا. إذن لا معنى ولا قيمة ولا حضور للآخرين في نظرك، وهي خلاصة الفكر الذي فقد توازنه، ومهما يكن فنحن بحاجة إلى من يقف معنا، نحن بحاجة إلى من يقف معنا في وقت تناسينا ﺃننا إخوة من دم ولحم. الإسلام هو ديننا الواحد، وهو العقيدة التي جبلتنا على المحبة والإخاء نعيش جنبا إلى جنﺐ ودون ﺃن نشهر في وجوهنا سيوف الغل والكراهية، ودون ﺃن نتكبر على بعضنا ونظهر العداء والمخاصمة. ويجﺐ ﺃن نهزم العدو، وﺃن نجعله يفقد الأمل في تفرقنا وشتاتنا بعد ذلك.