قرﺃت ما كتبه بعض الإخوة والأخوات عن ﺃهمية القراءة، وﺃنا معهم وﺃؤيدهم في ﺃهمية الاطلاع، والقراءة والاستزادة من المعرفة، ولكننا نلحظ خاصة في الفترة الأخيرة عزوفا – إن صح التعبير – وبالذات من الشباب والفتيات عن القراءة، وإن كنت ﺃعزو ذلك إلى وجود الفضائيات والإنترنت، والصحف والمجلات، ولكن على الرغم من كل تلك الوسائل الإعلامية والمعلوماتية، إلا ﺃنني ﺃرى ﺃنه يجﺐ فعلا على الشباب والفتيات العودة إلى هواية القراءة والاطلاع؛ فما ﺃلذ الغوص في ﺃعماق الكتﺐ والنهل من معينها الصافي؛ فهي التي تتضمن غذاء العقل وتنمية الفكر والمدارك، وتجعل الإنسان على قدر من الثقافة والإدراك والتميز بحسﺐ إقباله عليها والاستفادة منها، ولعل الفرد منا يستطيع ﺃن يميز بين الشاب القارئ وغير القارئ من خلال ﺃسلوبه وطريقة حديثه وتطرقه إلى مختلف المواضيع بوعي وإدراك وإلمام يجعله مثار إعجاب ﺃقرانه وكافة ﺃفراد المجتمع؛ فهناك من الشباب من يعجبك شكله وهندامه ولكن عندما تتعمق معه في الحديث تفاجأ بضحالة إدراكه وفراغ محتواه المعرفي والثقافي إلا من ﺃخبار الفن ﺃو الكرة، ومن هنا فإنها دعوة صادقة ﺃوجهها للجميع للتركيز على القراءة، وﺃلا تكون المكتبات المنزلية (كشخة) والمظاهر ومحاكاة الآخرين.