يعتبر العام الماضي عام السياحة بالنسبة إلى مدينة نجران العريقة؛ إذ سجلت إحصائياتها الرسمية وصول 51 ﺃلف زائر لآثارها التاريخية، وبقايا حضارتها القديمة المجيدة. ومما يلفت النظر ﺃن 17 في المئة من الزائرين من السياح الأوروبيين الذين يكتشفون في نجران مشاهد لم يسبق ﺃن تعرفوا على مثلها ﺃو اطلعوا على ما يشبهها، خصوصا آثار الأخدود العظيم الذي ﺃُحرق فيه المسيحيون على يد ملك يهودي، قبل البعثة النبوية في مكة بقرون. وقد ارتبطت آثار المدينة بقصص وروايات سجلتها ﺃسفار تواريخ الأديان، وعزز القرآن ذكرها بعد البعثة لأخذ العبرة منها والتعرف على ماضي المجتمع العربي وما كانت تعانيه الشعوب العربية من اضطهاد وقمع بسبﺐ تدينهم، قبل ﺃن تشع ﺃضواء الدين الإسلامي وتصنع لعرب الجزيرة كيانهم الذي عجزوا عن صنعه من قبل لوقوعهم في المنطقة الجنوبية بين فكي الأحباش والفرس، وفي الشمال بين الفرس والرومان. ورغم ﺃن نسبة كبرى من سياح نجران من طلبة الجامعات و ا لبا حثين ا لأ كا د يميين إلا ﺃنها كذلك وجهة جيدة للسياحة العائلية التاريخية؛ حيث تعتبر متا حفها ومواقعها الأثرية مادة دسمة لمعرفة حقبة تاريخية بشرية لم يبق منها إلا ما تحمله نجران على قمم جبالها وفي بطون ﺃوديتها. وبحسﺐ صالح آل مريح مدير جهاز السياحة بنجران فإن الاهتمام سيكون دائما بالمدينة التاريخية في نجران، وقال: "ﺃزلنا جميع ﺃشجار الأراك التي كانت تغطي المنطقة، و نفذ نا ﺃ عما لا تحسينية محيطة بالموقع الرئيسي، كذلك طورنا السوق التجارية القديمة بالمدينة، ولا تزال الخطط مستمرة والأعمال جارية للكشف والتنقيﺐ". ومما يجذب السياح لنجران، إضافة إلى آثارها الضاربة في عمق التاريخ، الأمان التام ولطف الاستضافة واحترام الزوار والسياح ومساعدتهم وإرشادهم. وهو ما دفع نسﺐ السياح من زائري المنطقة إلى التزايد عاما بعد آخر، حتى ﺃصبحت نجران في السنتين الأخيرتين وجهة سياحية مهمة تعول عليها هيئة السياحة كثيرا في تعزيز المورد السياحي في البلد والاستفادة منه ثقافيا واقتصاديا، بعد سنين طويلة من تجاهله.